الخميس، 29 أغسطس 2013

الفاسد المجهول!

فلندعِ للحظة أن نظام الحكم السياسي القائم في المملكة نظاماً سليم البنية وليس بحاجة إلا بضع إصلاحات طفيفة لا تمت بصلة لجوهره، وأن الإصلاحات التي يحتاج غير سياسية على الإطلاق، وأن مشكلة الوطن والشعب لا علاقة لها بقانون الانتخابات النيابية، ولا البلدية، وأن الشعب لا يحتاج لحكومة وطنية، وأن الملكية المطلقة بمسمى دستورية تناسبه، وأن المؤسسات الوطنية التي تم خصخصتها غير مهمة على الإطلاق للوطن ولا تعني الشعب.

فلندعِ للحظة أن مشكلتنا لا تتجاوز مشكلة الطعام والشراب، وأننا لا نحتاج إلا للخبز، وأن البطاقة الذكية شرف لنا حملها لا إهانة، على الأقل حين نجوع قد نأكلها إن نفد رصيدنا من الخبز! لندعِ للحظة أنه إذا ما شربنا ماءً نقيّاً لم نعد بحاجة الأطباء والمستشفيات والتأمين الصحي، وإذا نلنا حصتنا من الخبز كما قررها رئيس الوزراء لا حاجة لنا بفرصة عمل تتساوى مع الفرص المتاحة للآخرين من أصحاب ذات مستوى الكفاءة وتتيح لنا راتباً يمكننا من شراء حاجتنا من الخبز.

إحدى مبادئ النظام الاقتصادي الاشتراكي البدائية التي اختلف عليها الرأسماليون واعتبروها قمة في ظلم الإنسان ودرسونا إياها بالمدارس من وجهة نظرهم، أن على المواطن إعطاء أقصى طاقته في العمل وأخذ أقل حاجته من قوته، وكما حدد النسور حاجة المواطن الأردني من الخبز فإنه يطبق المبدأ الشيوعي بظلم أكبر من الذي جاء به المبدأ آنذاك، لماذا نطبق المبادئ الاقتصادية الرأسمالية عند سرقة مقدرات الوطن والمبادئ الاقتصادية الاشتراكية عند حقوق المواطن! هل منحت الحكومة الحاجة الأدنى للمواطن من الكرامة حين منحته حاجته الأدنى من الخبز!

كيف لنا أن نفصل المطالب الاقتصادية عن الاجتماعية عن السياسية، كيف لنا أن نطالب بعدالة اجتماعية تتمثل بالتكافؤ في فرص العمل إن لم تملك الدولة أساساً قاعدة اقتصادية صلبة تضمن فيها توفر فرص العمل، فماذا بقي من مؤسسات الدولة ولم يتم خصخصته، وماذا بقي في الدولة لاستثماره إذا كانت سياسات نهب وسرقة المستثمرين تدفعهم للهروب لأقرب دولة مجاورة، وماذا بقي في الدولة للاستثمار فيه بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.

لنعدد يا سادة يا كرام خيرات الوطن التي لم يعد لنا حق في الانتفاع منها ولم يكن لنا ذلك الحق يوماً من الأيام، صخر زيتي، غاز الريشة، آبار نفطية كلما تم اكتشاف أحدها تم تطويق المنطقة والتعتيم إعلاميّاً عليه، بوتاس، فوسفات، معادن لا تعد ولا تحصى في باطن الأرض، وأخيراً وليس آخراً مياه عذبة حرمنا منها ليتلذذ بها الكيان الصهيوني مياه مقابل فاسدة من مخلفات مياه المستخدمة في مزارع الأسماك في دولة الكيان، كل هذه الخيرات و بالمؤكد غيرها محرمٌ علينا استخدامها بموجب اتفاقية وقع عليها النظام الأردني متعهداً بها تقديم السلام للكيان الصهيوني، السلام وإن كان ذلاً وعاراً علينا أن نستسلم لدولة عدو لكنه مطلب سياسي لا علاقة لنا به، لكنه سلام لا تقديم خيرات البلد وحظر استخدامها على أبناء الوطن دون مقابل، والسلام بالتأكيد لا يعني أن نمنحهم مياهنا العذبة ونتسمم بمياههم الفاسدة.

بعيداً عن المياه والخيرات وعودة لاتفاقية وادي عربة، من فعليّاً الذي وافق على معاهدة وادي عربة نيابة عن الشعب، لو عدنا بالتاريخ لوجدنا أنه مجلس النوّاب الذي منذ ذلك الحين وحتى اليوم لا دور لنا كشعب في انتخابهم في ظل القانون القائم منذ ذلك الوقت، وإن كان مجلس النواب قائم بالتعيين كما نعلم جميعاً، إذاً هناك من تتمثل مسؤوليته في الدولة بتعيينه، أقر مجلس النواب بموافقته على اتفاقية وادي عربة واتبعتها موافقة الحكومة  آنذاك التي كذلك لا دور لنا في اختيارها منذ ذلك الحين حتى الآن، إذاً بالإضافة لمجلس نوّاب فاسد هناك حكومة فاسدة ضحت بمقدرات الوطن بالمجان، ذات المسؤول الذي قام بتعيين مجلس النوّاب الفاسد عيّن الحكومة الفاسدة وكنتيجة حتمية هو مسؤول فاسد، ولكن للأسف لم نتمكن حتى الآن من تحديد شخصيته رغم وضوح دوره ومنصبه في الدولة!!

جوهر النظام المتمثل بالبرلمان وحكومة بالمجمل يمثلون الجهاز التشريعي والتنفيذي هم أجهزة فاسدة قام بتعيينهما من هو أكبر فساداً منهما، هو ذات الرجل المسؤول عن عدم استقلالية الجهاز القضائي وفساده وبالتالي فشل محاسبة كل فاسد تم اكتشافه في النظام، وصلنا لمطلبنا السياسي الرئيسي لتحقيق مطالبنا الاقتصادية والاجتماعية ألا وهو محاربة الفساد واجتثاثه من جذور النظام وفروعه، و البدء باكتشاف شخصية الفاسد المجهول!

لندعِ أن كل ذلك لم يعد هدفنا لأنه يمكننا أن نشبع من الأمن والأمان بدل الخبز، ولكن ألم نخسر حتى ذلك بجلب العدو الأمريكي إلى أراضينا ليقوم بحرب ٍ لا ناقة لنا فيها ولا جمل وغزو دولة عربية الواجب أن نحميها لا أن نقحم أنفسنا في حرب ٍ معها، لو لم نخف على أولادنا من الموت جوعاً ألن نخاف عليهم من أن يموتوا في رصاصة حرب ٍ لا ذنب لهم فيها ولا قدرة لنا على تحملها، ولو امتلكنا القدرة اللازمة والقوة التي نحتاج لتحمل حرب فالأولى أن نوجه حربنا لطرد العدو الصهويني والأمريكي من أرضنا لا جلبه إليها، وبالمقابل حتى لا نضحك على أنفسنا الوطن حقيقةً لم يكن مهيئ لاحتمال موجة شتاء قوية غمرَتنا حينها الفيضانات وتعطلت الدولة بأكملها، فما بالك باحتمال حرب أبسط  أسلحتها هو السلاح الكيماوي، إن لم تخف على أمنك من الآتي فماذا عن أمن أولادك..غداً سيخرج المواطن الحقيقي إلى الجامع الحسيني للدفاع عن أمنه وأمن أولاده ووطنه لرفض العدوان الأمريكي على سوريا من الأراضي الأردنية، فكيف أنت ستدافع عن أمنِ أولادك!


إيناس مسلّم
29-08-2013


هناك تعليق واحد:

  1. مقال خرى و كلو تخبيص و مش مفهوم منو شيء... الله يلعنو من زمن اللي صار فيه كل حمار ابن حمار با بيفهم شيء بيروح يكتب و الناس تقرأ .... فعلا زمن الرويبضه

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.