الأحد، 23 يونيو 2013

أغلال هاشمية!



اليوم تم الاعتداء على الأسير الأردني في السجون الصهيونية "عبدالله البرغوثي"، أبو عبدالله البرغوثي يعتصم أمام الديوان وعلى الرابع وفي كل مكان يمكن أن يوصل رسالته وينقذ ابنه من الموت المحتم منذ أكثر من خمسين يوماً!! .. أبا عبدالله تعرض للضرب من قبل الدرك، و تعرض للإهانة من قبل السحيجة، مع ذلك استمر في اعتصامه اليومي مع بقية أهالي الأسرى، دون كلل أو ملل أو تراجع أو تهاون في مطالبه ومطالبهم بخصوص أبنائهم.


أتعلم عزيزي القارئ من خلف الشاشة كم هي صعبة على أب أن يشاهد ابنه يموت أمام عينيه موتاً بطيئاً وأن يفعل وسع طاقته ليساعده ولا يفلح، لأن بوجهه ظالم ومستبد، بوجهه من لا يهتم لحال ابنه الأسير ولا يهتم لصحة من على وشك أن يُسجل شهيد، ولا يهتم لصرخات استغاثة أب عاجز لا يملك أن ينقذ ابنه، ولا يهتم لأبعد من سياراته ودراجاته وسفراته!


يجوع عبدالله البرغوثي جوعاً ثائراً، ويصرخ أبو عبدالله البرغوثي صرخة ثائرة، أمعاء البرغوثي تنشد الآن حرية، وأمعاؤنا تنشد الجبن والهوان، وأمعاء النظام تغني وتطبل ذلاً وعمالةً لبني صهيون، النظام الذي لا مانع لديه باعتقال الأحرار إذا ما طالبوا بحريتهم وحرية وطنهم، مقابل تغنيه بالديمقراطية في المؤتمرات الدولية، النظام الذي لا مانع لديه في إرسال دركه لضرب كبار السن من أهالي الأسرى، ثم احتفاله بتصنيفه كأفضل دولة في تطبيق قوانين حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.


هل نتحدث عن حقوق الإنسان في الأردن، من أين نبدأ من ضرب المسنين لفض اعتصامهم، أم طعن النساء ثم التشهير بهن؟ أم اعتقال الأحرار وتوجيه تهم إرهابية لهم؟  أم قتلهم على الدوار ثم إنكار الجريمة!! أم إطلاق الرصاص عليهم وإغراقهم بعد موتهم ثم فبركة الجريمة! أم إطلاق الرصاص عليهم في ظهورهم ثم اتهامهم بمختلف أنواع الأمراض النفسية والاختلالات العقلية التي تؤدي إلى الانتحار!! هذه هي حقوق الإنسان الممارسة والمطبقة قانوناً وشرعاً في الأردن.


إذا لم تضمن حقوق الإنسان حق طفل جائع ينام ويصحو في الشارع، قوته بقايا قمامة طعام مرمية على أطراف الأرصفة ولباسه ما يقع تحت يده من خرقٍ ممزقة، أو حق أرملة بطفل معاق تُطارد به من طابور لآخر علّها تجد من يمّن عليها بالتصدق على ابنها وعلاجه أو منحها لحظة راحة لترفع قامتها من انحنائها القسري، إذا لم تضمن حقوق الإنسان حق شاب في مقتبل عمره وقمة إبداعه العلمي لا يملك ثمن تعليمه ولا يملك القدرة المادية على إتمامه فينأى بنفسه عن الالتحاق بالجامعة مع زملائه ويرتحل بين الصنعات والمهن متدنية المستوى  علّه يتمكن من تحقيق حلم من يليه من إخوته في إتمام دراسته، إذا لم تضمن حقوق الإنسان حق أب يجاهد غير عابئ بتقدم سنّه من أجل إنقاذ ابنه من موت محتم يشهده بأم عينه ونشهده وإياه، ابنه الذي تم أسره في سجون الاحتلال لدفاعه عن كرامتنا، لدفاعه عن حريتنا، لدفاعه عن الأقصى وتطهيره من الدنس الصهيوني، ابنه الذي كرامته ورفاقه تعادل كرامة الأردن بمواطنيه الستة ملايين، إذا لم تضمن حقوق الإنسان تلك الحقوق وعلى رأسها كرامة المواطن الأردني في وطنه فهي لا تقع ضمن معايير الأردني الإنسانية، وتقع أسفلها بكثير.


ربما سكتنا على فسادٍ ونهبٍ وسرقة موارد وخصخصة مقدرات، وإطلاق سراح اللصوص واعتقال الأحرار، لكن لا سكوت على حياة أسرى الأردن في سجون الاحتلال، فإن هم مقيدون بأغلال صهيونية داخل زنازينهم إلى متى نحن نبقى مقيدون بأغلال هاشمية داخل وطننا!!


إيناس مسلّم

23-06-2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.