الأربعاء، 24 أبريل 2013

أسطورة دولة!


تقول الأسطورة أنه كان هناك دولة صغيرة ذات تعداد سكاني بسيط، حدث وأن قررت مواكبة التطور الديمقراطي لدول العالم وإقامة مجلس نواب كأحد أركان النظام الحاكم فيها، في هذه الأثناء كان هناك طفل صغير ينشأ في عائلة بسيطة تقيم في منطقة اسمها حي الطفايلة في عاصمة تلك الدولة، مرت الأيام والسنين على المجلس وكبر الطفل وأصبح محامي يتجاوز رصيده الـ50 مشاجرة قام بها خلال سنين عمره القليلة، ورشح الطفل الكبير نفسه لمجلس النواب، ولم يعلم أحد حتى الآن الحقيقة حول طريقة نجاحه إذا ما كانت بالتزوير أو بالتعيين أو بشراء الأصوات أو بالطريقة الشرعية غير المعمول بها في هذه الدولة.

وبالرغم من أن هذه الدولة كانت تحاول الظهور بمظهر الدولة الديمقراطية إلا أنها كانت تتبع النظام الملكي الوراثي في حكمها، مما أدى إلى وصول أمير شاب طائش إلى العرش واستلام مقاليد الحكم فيها، وبالرغم من أنه كان يفتقد لأبسط معايير الذكاء السياسي والحنكة في القيادة، بالإضافة لانعدام الكفاءة لديه، إلا أنه كان مغامراً بكل معنى الكلمة، فقد كان "يغامر" بأموال الدولة ومواردها وحقوق شعبها بل أيضاً بأمن شعبها بأن قام بتهديد رئيس الدولة المجاورة، معتمداً على حماية دولة عظمى له ولمملكته الصغيرة مقابل تحقيقه لمصالحها في المنطقة الخاصة به والمجاورة.

من دلائل ضعف ذلك الملك المستبد أنه كان يبدل الحكومات في نظامه بسرعة تبديله لأحذيته، وشاءت الأقدار أن يعترض المحامي الفتي الذي تحول من ابن شوارع بلطجي إلى ابن برلمان بلطجي ألا تعجبه الحكومة الأخيرة لهذا النظام وأن يقوم بالاعتراض عليها وحجب الثقة عنها وأثناء كلمته التي أعلن بها عن حجب الثقة قال أنه تعلم في حياته "الصدق في القول والجدية في العمل"، ومازال التساؤلات قائمة حتى اللحظة فيما إذا كان يقصد بالصدق في القول الشتم والسب وإهانة النواب الزملاء تحت القبة، وبالجدية بالعمل ضربهم بالأحذية والعصي أم أن هناك مقاصد خفية وراء قوله هذا.

يقال أيضاً أنه كان هناك محام آخر، لم يصبح نائب فقط بل ترأس ذلك المجلس لعدة دورات متتالية، هذا النائب المحامي التقطت له عدسات الكاميرا صور وتسجيلات مرئية وصوتية وهو يحتسي الخمر، ويحيي رفاقه بالكأس، لأجل الصدفة التعسة هذا النائب أيضاً لم تعجبه الحكومة الأخيرة التي اختارها الملك غير الحكيم، فقام بالاعتراض عليها وحجب الثقة عنا، مبرراً اعتراضه بأنها تخالف كتاب الله وسنة رسوله، وأنه لا يقبل بما يخالف الشريعة الإسلامية، وأنه يريد تطبيق شريعة الله في حكم الدولة الأردنية، وكان يلوّح بيده كثيراً حتى يتهيأ للمرء أنه مازال يحمل كأس الخمر في يده، وخلال حديثه أيضاً قال أنه مُهاجم من قبل الفئة الإسلامية بالدولة لأنه مؤيد مطلق لحكم الملك وهذا ما يجعله مكروه من قبل الفئة الإسلامية، بالرغم من أن الأسطورة تقول أن المملكة الصغيرة كانت تابعة بسياستها لدولة عظمى هي ذاتها التي قامت على إنشاء المجموعة الإسلامية تلك!

أثناء جلسة الثقة الأسطورية ذاتها، قامت نائب من قبيلة أردنية مرموقة بنسب نفسها إلى الحراك الذي تقول الأسطورة أنه كان قائما ً بتلك الدولة اعتراضا على سياستها وأسلوب الحكم فيها ونهب مواردها وسلب إرادة شعبها، مع أن الحقائق التاريخية تثبت أن الحراك المزعوم انتسابها له كان معارضاً ومقاطعاً لانتخابات مجلس النواب ذلك، وكان أحد أسباب مقاطعته للمجلس عدم كفاءة قانون الانتخاب لأنه يدعم العنصرية وإثارة النعرات في الدولة، ويخالف الدستور بجعل كافة المواطنين سواسية دون تقسيمهم لأبناء عشائر وقبائل وأقاليم، وكان من ضمن ما قالته النائب ابنة القبيلة المرموقة أنها ترفض هذه الحكومة وتحجب الثقة عنها لمساهمتها في تعزيز العنصرية والقبلية في الدولة، وبالوقت ذاته لأنها لم تختر في كادرها ووزاراتها أيّاً من أبناء قبيلتها المرموقة، مع التذكير أنها قبل كل هذا نسبت نفسها لحراك الرافض لكل ما قالته جملةً وتفصيلاً.


آخر ما حدث لتلك الدولة أن دخل جيش الدولة العظمى حدود الدولة الصغرى بحجة حمايتها من شقيقتها الدولة المجاورة، مما أدى لانهيار أسطورة جيش الدولة نفسها، وكشفت الأسطورة لاحقاً حقيقة ذلك المجلس بأنه لم يكن إلا أداة تتحكم  المخابرات بكافة أعضائه سواء بمنح أو حجب الثقة للحكومة التي نجحت بكسب الثقة، وبأن دائرة المخابرات ليست إلا أداة بيد مخابرات الدولة العظمى المتحكمة بسياسة الدولة الصغرى، وبأن مخابرات الدولة العظمى يتحكم بها مجلس الشيوخ الحاكم فيها، وأن مجلس الشيوخ الحاكم فيها يتحكم به أصحاب رؤوس الأموال الصهيونية، وأن أصحاب رؤوس الأموال الصهيونية هم العدو المحتل لفلسطين والقائم على قتل شعبها أطفالاً وشيوخاً، وأن فلسطين هي دولة طيبة الشعب معطاءة الأرض نقية السماء لا مجال لذكرها في الأسطورة لأن النوّاب المذكورين أعلاه قاموا بالمتاجرة بما يكفي بقضيتها واختتام كلماتهم بصحتها ... اسمها!

إيناس مسلّم
24-02-2013




هناك تعليق واحد:

  1. وطن حاميها حراميها
    ودولة لا يطبق فيها سيادة القانون
    واقع مرير ومستقبل صعب
    وسيحاسبنا ابنائنا اذا لم نحاول التغيير

    يعرب المومني

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.