الثلاثاء، 30 أبريل 2013

التعليم الدموي!


في هذا الأسبوع تنوعت الملاحقات الأمنية ما بين الفبركة الواضحة لصور الاعتصامات أو التطاول لفظيّاً عليها على موقع فيسبوك، وما بين المراقبة والمتابعة الحيّة لنا في أماكن جلوسنا وتحركاتنا وتهديد صاحبة المحل الذي نجلس فيه بالإغلاق إذا ما كفت عن استقبالنا،  وما بين التكاسي الأمنية التي أجدها فجأة بانتظاري أمام باب بيتي  ليبدأ معي السائق حديث عفوي عن مساوئ الحراك والحراكيين وكونهم أصحاب إسباقيات وكوننا مغرر بنا من أصحاب الأحزاب الذين يقبضون من قطر مقابل كل اعتصام حتى تحقق طموح خنزير عذراً أمير قطر بالسيطرة على الوطن العربي، وينتهي الحديث بأن يستدل و يقف أمام مقر عملي دون أن أطلب منه!

كل هذه القدرات الأمنية ولم تقدر الدولة بعد على حل مشكلة الأمن الجامعي التي تسببت حتى الآن بما حصيلته أكثر من خمسة طلاب قتلى جراء تعرضهم للطعن أو العيارات النارية، لم تتمكن الدولة حتى الآن من حل المشكلة الأمنية في الجامعات التي خلقتها هي بسياسات القبول والتعليم التي تتبعها، بالسياسة الممنهجة  التي تتبعها الدولة بدءً من أغاني العنف والضرب المنتشرة صباحاً على الإذاعات المحلية، وليس انتهاء ً بالواسطة سواء في القبول الجامعي أو التساهل مع حملة السلاح من الطلاب والمواطنين.

تستطيع الدولة تكليف خمسة عناصر بمراقبتي أنا وخطيبي فقط داخل منطقة سكني، وتستطيع ملء المواقع بصفحات مهاجمة للحراك والحراكيين، وتستطيع التنصت على مكالماتنا حتى الغرامي منها، وتستطيع أن تعرف نوع الجنين في رحم أمه قبل أن تتمكن الأجهزة المخبرية من تحديده، ولكنها لا تستطيع مجابهة العنف الطلابي، ولا تستطيع وقف إراقة دماء الطلاب في ساحات الجامعات، ولا تستطيع وضع سياسة قبول منطقية تخلق من الفاشل اجتماعياً طالب ناجح قادر على إتمام دراسته الجامعية دون أن يصيب أحد بعيار ناري أو يصاب هو بواحد!

يستطيع النظام السماح لطائرات الكيان الصهيوني بالتحليق في سماء المملكة والتجسس على الدول الشقيقة، وتستطيع إرسال المجاهدين والأسلحة وتهريبهم إلى الأراضي السورية، وتستطيع التعهد بحماية حدود الكيان الصهيوني والحفاظ على أمنه وسلامه، وتستطيع تجييش معسكر بأكمله للوقوف في المسيرات أمام المتظاهرين ومنعهم من التحرك أو الوقوف خارج النطاق المرسوم برجال الأمن، وتستطيع تسخير رجال الدائرة لمراقبة كل نفس يخرج أو يدخل لرئات ستة ملايين مواطن، تستطيع أن تفعل كل ذلك لكنها لا تستطيع منع العنف الطلابي.

أخيراً يطل علينا بطل البلطجة الأمنية الأعظم حسين المجالي، ليصرّح بأن الأمن من الآن فصاعداً سيبدأ بالتدخل في المشاجرات الجامعية، الآن وبعد أن أودت المشاجرات بحياة أكثرمن خمسة طلاب، على أمل أن يطل علينا وزير التعليم الدموي ليخبرنا بتشكيل لجنة لدراسة معايير القبول في الجامعة، وعلى أمل أن يطل علينا عبدالله الثاني ليخبرنا بوقف المكرمات أو استبدالها بأسلوب أكاديمي أكثر يضمن استحقاق صاحب المكرمة أخذها ..
أو فلنترك عبدالله الثاني يقضي زيارته الأخيرة للأردن بهدوء فقد وصل للتو من وطنه الأم الولايات المتحدة ولا حاجة لإزعاجه بالشؤون المحلية، ولنذكر أنفسنا أنه من العيب على صاحب البيت أن يحكي لضيوفه عن همومه و مشاكل بيته، ولكن ليس من العيب أن يذكرهم بضرورة الرحيل إذا ما أطالوا البقاء!!!!!!!!


هذا فيما يتعلق بالجامعات، أما فيما يتعلق بحياتي الشخصية والمضايقات التسحيجية القائمة أقول .. استمروا إننا مستمرون.


إيناس مسلّم
30-04-2013 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.