الأحد، 24 فبراير 2013

وقفة احتجاجية!



استشهد أمس الأسير عرفات جرادات جراء تعذيبه في معتقلات العدو الصهيوني، التي بالمناسبة كان في ضيافتهم الأسبوع الماضي مدير أمن عام الأردن حسين المجالي، هبّت الجموع وخرجت منتفضة قاصدة الثأر لدماء الأسير في رام الله وبقية مدن فلسطين المحتلة.

في تونس هناك ثورة شعبية قائمة على النظام السياسي المُستلم للحكم بعد الثورة الأولى التي أوصلته للحكم بعدل أو بتزوير، في مصر الحال نفسه في الثورة الشعبية القائمة على حكم المرشد، في الأردن كذلك لم نسكت لا على النظام "التياسي" الحاكم ولا على تجاوزاته التي لم يعد لها حد على حقوق الشعب وقوته، ولا على اعتدائه السافر على خيرات الواطن، ولا على سكوته على اعتقال خالد الناطور، ولا على استمرار تعامله السلمي وعلاقته التطبيعية مع العدو الصهيوني التي يتعهد بحمايتها والحفاظ عليها عبر اتفاقية وادي عربة وإقامته سفارة للكيان على أرض الوطن الطاهرة، فنحنُ في الأردن كذلك انتفضنا لدماء الأسير الشهيد وقررنا زلزلة الأرض وإشعالها ثورة ثأراً له و نظمنا "وقفة" من أجل فلسطين العروبة، ومن أجل أسرانا الذين أصبح الموت أقرب إليهم من حبل الوريد إثر إضرابهم عن الطعام في سجون المحتل.

نعم نُعلن بكل قوة لقد خصصنا ساعة من يومنا لنقف "وقفة" احتجاجية وأسمينا اليوم ببقية الـ23 ساعة الأخرى التي لن نقف فيها بيوم الغضب، هذا ليس استهزاءً بجهود القائمين على هذه الفعالية، خاصة وأنهم طلاب جامعة من شبابنا الطيّب الواعي الصادق والعارف للحق، ولكن هذا استنكار لمجهود بسيط لا يقاس مقابل ما يمكننا أن نقدمه، خاصة وأننا تجاوزنا مرحلة ما يسمى بـ "الربيع العربي" و عرفنا معنى الحرية الحقيقية، وآن لنا أن نسترد ما أُخذ منّا بالأسلوب الذي نعلم أنه لن يرجع بدونه، آن لنا أن نعترض بأكثر من وقفة لمؤازرة صمود أسرانا واستشهاد أطفالنا في فلسطين، آن لنا أن نكف عن استنكار معاهدة وادي عربة واتخاذ إجراء فعلي ناجع لإسقاطها.

للعلم، المناضل هو الشخص الذي يقضي حياته في المعتقل ويخرج منه إما شهيد تعذيب أو إضراب أو غيرهما أو حرّاً ليكمل مسيرة مقاومته ضد العدو، المناضل هو الذي يرفع بندقيته في وجه عدوّه فإما يقتله أو يموت محاولاً، المناضل هو الطفل الذي يرمي حجر بحجم استبداد حكامنا بيدٍ بحجم الفراشة، المناضل هو الأنثى التي عاشت شبابها بين التدريب العسكري وخطف الطائرات، المناضل هو الشخص الذي تهون عليه روحه في سبيل الوطن، وليس المناضل هو الكاتب المعارض الذي يجابه سلطة ظالمة بقلم، ولا الذي يقف بالاعتصامات الساعيّة مقابل الذين يقفون أيام بوجه عدو وتحت قصف ناري، ولا الذي يقيم مهرجانات احتفالية وينصب الخيام على حدود الكرامة مقابل الذين يعودون إلى بيوتهم ليجدوا ركام طوب مكانها، قد خذلنا فلسطين وطعنا عروبتنا ومارسنا خيانة قوميتنا المرة تلو الأخرى آن الآوان لوقفة لا عودة عنها، وآن الأوان لانتفاضة نهزم بها المحتل، لا نملك السلاح أعلم ولا أطالب بشن حرب لنا فيها ناقة وجمل و قطيع بأكمله، ثورة على نظامنا المطبّع الخائن العميل الداعم للاحتلال الصهيوني في الوقت الحالي تكفي!


أخيراً أقتبس قول شاعر الحرية رامي ياسين:

لا تعبر الجسر وخطوتك مُتعبة

كم عبروه باستحياء .. فسقطوا بوادي عربة.

إيناس مسلّم
24-02-2013


هناك تعليقان (2):

  1. ايناس مسلم اعتقد انك اكبر عميلة لاسرائيل وتنشرين الفتنة لعنة الله عليكي وعلى الي يشد على ايدك

    ردحذف
  2. الله يرحمه واللعنه على القاده العرب اولهم ملك الاردن المتخاذل وبيّاع الاوطان

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.