الثلاثاء، 19 فبراير 2013

القصة مش بالدينار


القصة مش بالدينار القصة لعبة قمار،

هذا كان الهتاف الذي سرق من مستقبل شاب من الحراك فصل جامعي قضاه في سجن الهاشمية بحجة التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم في المملكة ، ذلك وقد اعتبرت محكمة أمن الدولة أن الهتاف أعلاه ينال من رأس النظام الحاكم في الأردن ويطالب بإسقاطه.

السؤال الذي يطرح نفسه بكل قواه المتوافرة، بناءً على أي أساس اعتبر مدعي عام محكمة أمن الدولة الهتاف أعلاه ينال من رأس النظام إذا لم يتم ذكر اسم الملك أو التلميح له بأي لفظ صريح أو خفي بين ثنايا الكلمات!
ألا يعتبر توجيه تهمة كهذه بناء على هتاف كهذا دليل واعتراف رسمي من مدعي عام المحكمة والنظام بأن الملك يلعب قمار!! وهل مشكلتنا في الأردن تكمن في هل يلعب أم لا يلعب عبدالله الثاني القمار!! أم على حساب من ومن جيب من جاءت أموال اللعب!! دنانير من تلك المنهوبة للعب بها! شركات من تلك التي كان مصيرها الخصخصة على طاولة مستديرة! ومقدرات أي وطن التي ذهبت هباءً منثوراًُ فداءً لحجر نرد! وإذا ما تم الاعتراف والإقرار بكل ذلك فمتى تتم محاسبته واستعادة ما سرق!

تهمة مناهضة النظام السياسي الحاكم بحد ذاتها إهانة لهذا النظام وانتقاص من احترامه لنفسه واحترام الشعب له، وبحد ذاتها أكبر دليل على انعدام وجود الديمقراطية في المملكة بأبسط أشكالها وأكثرها بدائية، ناهيك عن أن اتباع النظام ذات الأسلوب السقيم باعتقال الأحداث والشباب وتعطيلهم عن جامعاتهم وتوجيه تهم من شأنها تعريض أمن الدولة للخطر من وجهة نظره أفقده هيبته، وأفقد المواطن ثقته في عدل السلطات الثلاث المسؤولة عن السياسات الداخلية والخارجية للمملكة.

في حين أننا مازلنا نطارد للوصول إلى ختام محاكمات أمن الدولة بحق الحراكيين، هناك مواطن أردني معتقل خارج حدود الأردن لأنه طالب بالحرية على أرضها، مازال هناك خالد الناطور قابع في السجون السعودية لا خبر لدينا عنه سواء من حكومتنا أو حكومة النظام السعودي، إلى متى نسكت على اختفائه في دهاليز زنازين السجون السعودية، وإلى متى نرضى بغيابه  وامتناع وزير خارجيتنا عن الرد حتى علينا لا المطالبة به!


قضايا أكثر من عالقة بين الشعب والنظام، الأَولى أن يبدأ النظام بحلها قبل أن يبدأ الشعب بحلّه، وتبقى القصة مش بالدينار القصة لعبة قمار!


إيناس مسلّم
9-2-2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.