اقتلعت رياح الإعصار المصغر نزيهة_كما اتفقت مع نفسي على تسميته_
لوحات المرشحين للانتخابات النيبابية النزيهة _كما اتفقت الحكومة مع نفسها على
تسميتها_ ومن اللوحات ما سدّ فتحات المصارف، فمنح وزارة الأشغال والأمانة الحجة
المنطقي للفيضانات على طبق من ذهب، ومنها ما أصبح بساطاً لتغطية الأرصفة وتنظيف نعال
المارة، بغض النظر عن تكلفة تصميم هذه اللوحات وتكلفة نصبها بالشوارع بقامات
أصحابها ومجهودهم المبذول باتخاذ وضعيات تصويرهم الدالة على النية الجدية في
الإصلاح والتغيير والتفكير بشعارات رنانة تؤكد نواياهم، بغض النظر عن كل ذلك إن
مشهد اللوحات الآن وهي ملقاة على أطراف الأرصفة ومتراكمة عند الحاويات أكثر صدقاً
بألف مرة بحقيقة أصحابها من ابتساماتهم الصفراء في الصور المعلقة على أعالي
الأعمدة و أسيجة الدواوير.
ماذا نتوقع من نوّاب يملكون من الأموال ما
يزيد عن حاجتهم حد تكريسه لشراء الأصوات بآلاف الدنانير! ماذا نتوقع من نوّاب يستغلون
برد مواطن وجوع أطفاله ليتصدقون عليه ببضعة دنانير مقابل أنهم و أمثالهم السبب
الرئيسي في فقره، ومقابل أنهم سيستردون كل فلس تم دفعه في الانتخابات مضاعفاً فور
جلوسهم تحت قبّة البرلمان! ينوي النظام فرض الانتخابات على الشعب الأردني بأي ثمن
حتى يشكل مجلس نوائب جديد يقول من خلاله أننا دولة ديمقراطية، ولدينا مجلس نوّاب
وإذا ما أراد الشعب الإصلاح فليصلح من خلاله، متناسيا ً أن الشعب مازال مصرّاً على
رفضه لقانون الانتخابات ومصرّاً على مقاطعة الانتخابات طالما أنها قائمة على قانون
زائف، لا يحقق أدنى مستويات الديمقراطية والعدالة، فلتقم الانتخابات بزيفِها وخداعِها
وتزويرها، فتلك حالة غير جديدة على النظام، وليقم مجلس النوّاب بهزلِه وسخافتِه
واحتيالِه، فتلك أيضاً حالة ليست جديدة على النظام، ولكن الجديد في هذه الانتخابات
أن الشعب بات يعرف الحق من الباطل، يتحدث به بكل جرأة دون خوف، وإن لم يشارك
المعظم في الحراك الشعبي، إلا أن المعظم يشارك بالبرامج الإذاعية ويقول بكل صراحة
أنه مقاطع، وأنها انتخابات مزيفة، وأنها شعارات كاذبة، وأن المرشح الذي لا يصل إلى
المجلس بشراء الأصوات من المواطنين يصل بتزويرها من النظام.
قضية الانتخابات هي ذاتها قضية اعتقال
الناشط الشاب خالد ناطور من قبل السلطات السعودية، فسواء كانت انتخاباتنا أو
اعتقالاتنا، تلك شؤون لا علاقة للأردن بها لا كنظام وبالتأكيد لا كشعب، فإدارة
شؤون المملكة داخلياً وخارجياً يتم بأمر من جهة واحدة تحكم المملكتين، الأوقح من
اعتقال الناشط الأردني في السعودية هو عدم مطالبة الأردن بالإفراج عنه، الأجدر بنا
من الآن فصاعدا ً الاعتصام أمام السفارة الأمريكية، طالما أن ملكنا مـُغيب عن
الشأن المحلي، ونظامه سارح في ملكوت الرحمن، ومن باب توفير تكلفة المواصلات التي
لا يملكها معظمنا حيث أن أي سفارة أو حتى قصر ملكي سنذهب إليه سيعيد توجيهنا للسفارة الأمريكية المسؤول
الحقيقي عن إدارة المملكة الأردنية الهاشمية، فربما الملك هو عبدالله الثاني، ولكن
المالك بموجب وادي عربة وغيرها هو الكيان الصهيوني بوصاية الولايات المتحدة
الأمريكية.
هبّت رياح الحق "نزيهة" و أقتبس
ختاماً قول أحدهم " نتفة مطر اسقطت كل النواب في الشوارع.... قولكم بس تثلج
مين رح يسقط؟!!!"
إيناس مسلّم
08-01-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.