الخميس، 31 يناير 2013

عمو مؤيد


انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس الكاتب الأستاذ مؤيد العتيلي، بعد تعرضه لحادث على طريق العقبة ونقله إلى أحد مستشفياتها، وبرغم الجهود الحثيثة التي قام بها أعضاء الرابطة لمخاطبة الجهات الرسمية من الوزارات المسؤولة ورئاسة الوزراء لنقله إلى عمان بأسرع وسيلة ممكنة حتى لا تسوء حالته الطارئة أكثر، إلا أن الرد الوحيد عليهم كل بإغلاق الهواتف في وجوههم، وجاء الرد بعد يومين لنقله بسيارة إسعاف غير مجهزة لرعاية حالته الحرجة.

لن أتحدث عن أعمال عمو مؤيد الأدبية، أو تاريخه النضالي فهناك من هم أعلم مني بتلك الجوانب من حياته، وأنا لي الجانب الإنساني من شخصيته، الجانب الأبوي الذي كان يحثه دائما على توبيخي فور كتابتي أي مقال يمس رأس النظام والعائلة الهاشمية،  فمجرد أن يتم النشر أجد هاتفي يرن وصوت عمو مؤيد لهجته الفلاحيّة على الجهة الأخرى" يا عمي هاد الحكي مش نـقد، هاد الحكي إهانة شخصية وخراريف" فأرد أنا بـ" طبعاً يا عمو خراريف أنا ما بكتب مقالات سياسية وما بتهمني مقومات كتابة المقال السياسي مدونتي اسمها خُرّافة قلم واللي بكتبه فيها مجرد خراريف بتخطر على بالي" ويكمل هو توبيخه من زاوية أخرى حتى ينال منه اليأس ويناول الهاتف لأمي ويقول لها "بنتك عنيدة!".

عمو مؤيد ربما أغوص عميقاً بنظرية المؤامرة إذا ما قلت أنك أصبت بحادث مدبر، تماماً كما يشك الجميع بالحادث الذي أودى بحياة الصحفي سامي الزبيدي وعائلته ومن كان معهم، ولكنني بالتأكيد بالكاد ألمس السطح إذا ما قلت أن الإهمال الطبي لحالتك كان متعمد، وأن حياتك لا تعنيهم كما يعنيهم استخدام طائرات الهيليكوبتر لأخذ صحفي إنجليزي في رحلة سياحية، أو استخدام الطائرات العسكرية لتنقلات المسؤولين الشخصية وإحضار سيارات عبدالله الثاني وزوجته من ألمانيا، فبالتأكيد كل ما سبق ذكره أهم من حياة كاتب أردني قومي.

عمو وإن ودعنا جثمانك صوتك باقٍ في فينا، ذكرك وذكراك معنا لا ترحل، ربما لن تعود الرابطة كما كانت بدونك لكن روحك بالتأكيد ستبقى معنا لا تفارق زاويا المكان، نحبك ونودعك بحزنٍ وأسى لا يحتملهما القلب، رحم الله روحك وجعل مثواها الجنة، كل غياب وأنت الحاضر فينا.

إيناس مسلّم
31-01-2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.