الثلاثاء، 22 يناير 2013

المجلس الثامل عشر



غدا ً ستمر انتخابات المجلس السابع عشر مرور الكرام على البلد، وغداً يمر الوطن بانتكاسةٍ جديدة من انتكاسات مجالس النواب، هذه المرة يا ترى ماذا يحمل لنا مجلس الدواب من مفاجئات، أي قضايا فساد جديدة سيتم إغلاقها، أي مواد أساسية لحياة المواطن سيتم رفع أسعارها، أي رؤوس سنراها ترمى بالأحذية، وأي شخصيات سنسمعها تشتم الشعب الأردني، وأي محمص سيتولى ضيافة الجلسات.
لم أستغرب على الإطلاق فضيحة أعضاء مجلس الدواب السابق، فتلك تكون فضيحة لو كان الأمر جديداً علينا ولم نعهده من قبل، ولا أعتقد أن الفضيحة تكمن بتناولهم الكحول فذلك شأنهم لا شأننا، الفضيحة بالأمر أن سُكرهم هذا كان في مجلس حوار سياسي يناقشون ويقررون به شؤون الدولة والشعب الذي يمثلونه، بالمناسبة هل يعني وصول عبدالكريم الدغمي وأمثاله إلى المجلس أنه يمثل الفئات المخمورة ومعدومة الأخلاق من الشعب الأردني؟! 

حاجة النظام الماسة لإقناع الناس بنزاهة الانتخابات ستجعل المجلس القادم مبني للمجهول، فجحافل الانتخابات تم تحويل معظمهم للنائب العام بتهمة شراء الأصوات، و محدثو نعمة الترشح الغير معروفين شعبيّاً سيتم إنجاحهم بقدرة قادر لينالوا الشهرة على المجالس القادمة، بالتالي بهذه الانتخابات لن يكون هناك تزوير، وستخلو من أي عملية شراء أصوات، ولن يتم تجييش قوات الأمن للتصويت، سيكون هناك جميع ما ذكر فقط! 

ليس المتضرر من هذه الانتخابات الوطن والشعب فقط، بل النظام كذلك، فمجلس الدواب الثامل عشر ليس إلا مسماراً آخر يدق في نعش النظام الملكي اللادستوري الهاشمي، والفيديو المنتشر على صفحات الانترنت كان لأعضاء المجلس الخامس عشر أي انتخابات 2007 التي اعترف عدة رؤساء حكومة أنها كانت مزورة، بالتالي اختيار هذا النوع من النوّاب يمثل النظام وحاكمه، الذي ذكر عبد الكريم في الفيديو أنه قام بالترتيب لانتخابات المجلس القادم حتى أدق التفاصيل من تعليقات الانترنت وغيره، الغريب أن حجة النظام دائما لأخطاء الملك المتكررة أنه غائب عن الشارع الأردني وأنه لا يملك الوقت الكافي لمراجعة شؤون الدولة الصغيرة والكبيرة، ولكنه للصدفة يملك الوقت لترتيب شؤون تشكيل مجلس الأمة بنصفيه من انتخابات النوّاب حتى تعليقات الانترنت، سبحانك يا نظام!! 

برأيي الشخصي أرى أن الانتخابات الافتراضية والقوائم الوهمية والتصويت الفيسبوكي، أكثر صدقاً وحقيقة بألف مرة من الانتخابات الواقعية في مقرات التصويت، ولو أن تسمية القوائم جاءت على أسماء المشروبات الكحولية والشعارت كانت على شاكلة "قنينة عرق لكل مواطن"، أو "الصوت عليك والويسكي علينا"  لكانت انتخابات أكثر إقناعاً ولاقتنعت حينها أن هناك نسبة تصويت حقيقة! وأرى أن انتخابات الغد ما هي إلا "عرص ديمقراطي" لا عرس بما أن عبدالكريم دغمي مساهماً فيها فالأولى الاقتباس من ألفاظه لتسميتها، أما بخصوص ممدوح العبادي الذي يرى أن تناول الكحول في جلسات حوار سياسي حرية شخصية، فطبعاً لا يوجد من يختلف معك، لكن هل لك أن تخبرنا حريتك الشخصية تلك من جيب من تم اقتطاع ثمنها؟

بين لاعبي القمار وشاربي الخمر... ضاع الوطن!

ملاحظة: أدرك تماماً أن التصريف ثامل على وزن فاعل لا وجود له باللغة العربية وأن الكلمة هي ثمل وجمعها مجلس ثمالى، ولكن الضرورات تبيح عصير التفاح.

إيناس مسلّم
 22-01-2013


هناك تعليق واحد:

  1. محمد القصراوي22 يناير 2013 في 2:20 م

    لا افهم لمَ يصر النظام على انجراء انتخابات وفق قانون جاهلي على الرغم من تحولات الربيع العربي ؟
    لم يصر على مواجهة الشعب الحر اكثر فأكثر في كل مرة ؟

    ابدعتي رفيقة ..

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.