الجمعة، 9 نوفمبر 2012

وقفة احترام


عزيزي القارئ ما أنت على وشك قراءته ليس محاولة ترويج  لأيدولوجية ما أو مهاجمة أيدولوجية ما... إنما مجرد وقفة احترام ... والاحترام واجب.

يقول الخبر المعلن من عدة أيام مضت أن حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني أعلن عدم مشاركته بالانتخابات المقبلة برغم إعلان ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية مشاركتها،  وأن هناك مناقشات حادة بين قيادته وقيادة حزب يساري آخر.

إلى هذا الحزب الذي لا أنتسب إليه، ولا ألتقي بأعضائه إلا بالمناسبات والاعتصامات الرسمية أعلن كامل تأييدي وانتمائي المطلق، فلست بحاجة نظام داخلي أو برنامج سياسي لأتأكد من عدم سعيه لمكتسبات خاصة ولا يساوم على أوجاع الشعب ولا يدَعي المعارضة من أجل الوصول للمناصب، يكفيني أن أقرأ عنوان الخبر أعلاه لأعلم أنه الحزب الأكثر ثباتاً على موقفه والأكثر ملامسة لهموم الشارع ودراية بها وتمثيلاً لصوت الشعب.

أنت هنا أمام حزب لا يجبرك على إطلاق لحيتك وتبديل مواقفك بتبديل طاولة المفاوضات، ولا يجبرك على تغييب عقلك بالكحول وشتم الذات الإلهية وادّعاء الإلحاد دون فهمه للاندراج في كوادره، فقط يطلب منك فتح عينيك جيداً على القيم الناصرية والبعثية والاشتراكية واللينينية والماركسية والقومية والاسلامية والاسترشاد منها لتنوير عقلك وخلق نموذج يناسب المرحلة الحالية والقادمة في المنطقة.

ليس لأنني مع التنمية الفكرية بالمدارس الحزبية، وليس لأنه في الوضع الطبيعي الأحزاب هي الأقدر على ممارسة العمل السياسي، ولكن لأن المنطق يقول أنه حين يُقسم أحد قيادات الحزب بشرفه أن الحزب مقاطع للانتخابات مهما بلغ الأمر اعتراضاً منه على القانون الذي اجتمعت آراء الأحزاب الأخرى على عدم ملائمته وعدم رضاهم عنه ومقاطعتهم للانتخابات بحال قيامها عليه ، ومع ذلك إعلانهم  في اليوم التالي مشاركتهم بها تلبية ً لنداء المصالح الشخصية دون أدنى اكتراث لمصلحة الوطن والشعب، المنطق يقول حينها أنك تتعامل مع أشخاص رهنوا حياتهم للعمل الوطني دون أجر مقابل جهدهم ولا حتى كلمة شكر.

هذه كلمة شكر أقدمها للحزب الذي حين تخلى البقية عن المزارع والفلاح والطالب والكادح والعامل بشتى المجالات ومن شتى الأصول لم يساوم هو على مبادئه وثبت عليها وعلى وقوفه بجانبهم وبجانب  من يؤمن بهم وإن  امتنعوا عن الإيمان به لعاطفةٍ أو لأخرى، لو عاد الأمر لي لقلت ُ أنه الأجدر بقيادة المرحلة القادمة ولكن أكتفي بأن أنقاد أنا له دون لحظة شك أنني ضللت الطريق.

إيناس مسلم
09-11-2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.