الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

ديمقراطية "شم ولا تدوق"



أثناء مقابلة مع صحفي فرنسي سألني ألا يعتبر النظام الأردني ديمقراطي إذا ما سمح بوجود معارضة وسمح لها بالحديث عنه وإعلاء سقف الشعارات كما تشاء دون قمع أمني!

هل هكذا يا ترى تعتبر الديمقراطية! هل مفهومنا عن الديمقراطية مغلوط أم مفهوم النظام! ما فائدة امتلاك القدرة على رفع الشعارات التي نريد إذا لم نملك القدرة على التغيير بما هو أبعد من الكلام! أي ديمقراطية هذه التي يملكها النظام إذا سمع صوتنا دون أن يلبي مطالبنا الصريحة والواضحة!

أي ديمقراطية هذه التي نملك بظل ملكية لادستورية! و قانون انتخابات لا يصل إلى أدنى درجات الديمقراطية، و قانون حجب المواقع الإلكترونية التي تخالف العرف الحكومي، و انعدام العدالة الاجتماعية!

من مظاهر الديمقراطية في وطني طفل جائع يشتهي سندويشة شاورما ولا يملك ثمنها ونحن لا نملك القدرة على تخفيض ثمنها حتى لا يغضب صاحب القرار إذا ما نقص المبلغ المرهون على طاولة قماره!
مظهر آخر هو فصل طالبة من جامعتها لأنها خالفت رأي أستاذها وحين طردها من القاعة و تبجح بسلطته قائلا أنها لو كانت ابنة عبدالله الثاني نفسه سيطردها فردت بأن نسبها يشرفها كفاية ولا تتشرف بغيره!
مظهر ثالث إطلاق عيار ناري على ناشط في الحراك الشعبي من قبل مجهول في مسيرة موالاة!

مظهر رابع اعتقال ناشط بتهمة إطالة لسانه والتهمة بحد ذاتها أكبر دليل على مقدار الديمقراطية التي نملك!

نعم نظامنا ديمقراطي يسمح لنا بالتحدث بما نشاء  والمطالبة بكامل حقوقنا، مقابل تحملنا للطعن والضرب والطخ والاعتقال على مسؤوليتنا الشخصية وعدم القيام بأي تغيير!

نحن أدرى بالديمقراطية الحقيقية وديمقراطية "شم ولا تدوق" لا تنفعنا وهذا النظام الفاسد لا ينفعنا له أن يطوي ديمقراطيته وأعرافه وأحكامه ويضعها بخرج حماره ويرتحل معه حتى يجد من يستقبله!

إيناس مسلّم
11-07-2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.