الاثنين، 19 نوفمبر 2012

كرامتنا ليست للبيع!


في إعلانات السيارات ذات الدفع الرباعي يتم التنويه بأسفل الإعلان بأن حركات القيادة الاستعراضية في الإعلان قام بها سائق محترف ويجب عدم تجريبها من قبل عدم المحترفين.

فربما  يؤدي رفع مفاجئ للمكابح اليدوية إلى حالة من الهيجان عند بقية الركّاب، وقد يؤدي رفع متهور لسرعة المركبة إلى المخاطرة بحياة الركاب وبالتأكيد عدم رضاهم عن دفع أرواحهم ثمناً لتهور قائدهم.

ربما تم التعامل مع الأردن على أنه سلعة قابلة للتداول في أسواق الخليج، ولكن من حسن حظ شعبها لم يوفق قائدها بالترويج لقيادة مركبته وكانت أول مركبة بدفع رباعي ترفضها أسواق الخليج، ولكن بالتأكيد قطع تعزيز قوتها ومصداتها من جيش ودرك تلقى رواجاً لا بأس به من أنظمة اعتادت أن تتعامل بقمعية مع شعوبها، وبأسلوب متعالٍ مع الشعوب المجاورة، وحرية التعبير تمثل بالنسبة لها صلاحيتها بتسفير العامل مجرد أن عبّر عن رأيه بأي شأنٍ كان.

مما لا شك فيه أن قيادتنا في الأردن غير محترفة ومتهورة، وتسعى بكافة السبل لإيصال الشعب لحدوده القصوى من التحمل، وإثارة الشغب في الشوارع قدر الإمكان، بلطجية النظام حين يخرجون ولاءً لنظامهم يرقصون على أنغام متعب الصقار وعمر العبدلات، أما أبناء الحراك الشعبي فيهتفون "بالروح بالدم نفديك يا أردن"، مع ذلك تتم ملاحقة الطرف الأخير أمنيّاً وخنقهم وقمعهم وضربهم وشتمهم وإهانتهم،وتوجيه تهمة التجمهر غير المشروع، والتحريض على الاعتصام، والتحريض على النظام، والتحريض على التحريض! النظام أول من حرض الشعب عليه و أول من أساء لنفسه وفقد شرعيته في حكم الشعب الأردني وسحيجته ثاني من أساء له، فحين تسمع أطفال الحي يهتفون من وراء السحيجة، يعيش الملك عبدلله .. يع يع .. تعلم أن عبدالله الثاني خسر حتى احترام الأطفال له، حينها هذا نظام لا عذر له ولا مغفرة على أخطائه.

دركنا الغالي، لا تجعل من نفسك عبداً مأموراً يطيع ولي نعمته، فرزقك مصدره السماء وجيوب الشعب الذي تُقدم على قمعه ورشه بالماء الفاسد والقنابل المسيلة للدموع  دفاعاً عن السارق والناهب، ثم ستذهب إلى ذات المخبز معه وتدفع ذات السعر الذي بالكاد تقدر ويقدر على دفعه، لا تجعل من نفسك سلعة يقدمها من لا يملكها لمن لا يستحقها ليصنع من دمك بضعة دولارات يجدد بها طائرته الخاصة ليتنزه خارج إقطاعيته الموروثة عن أبيه ويعود لها للزيارة بين الحين والآخر ، تذكر أن  علم الأردن ذلك الذي تحمل على كتفك فارفعه شرفاً وحرية ولا تجعل منه طوق عبودية حول عنقك، كن صاحب القرار و املك أمر نفسك  وقدر حق وطنك عليك فواجبك الأول حمايته لا حماية من عاث به فساداً حتى أهلكه واستهلكه، واعلم أن الذي تضربه هو ليس بالغريب عنك أو من أتى لمحاربتك، فقد خرج للدفاع عن لقمة عيشك وعيشه، وكرامته وكرامتك.

إيناس مسلّم
19-11-2012

هناك تعليق واحد:

  1. المهندس محمد الجبور20 نوفمبر 2012 في 2:20 م

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي لقد غسلت الادمغه وغلفت العقول ونسال الله ان يهديهم لانهم لا يعلمون فالكل في نظرهم خائن الا من خان الوطن وباع المقدرات ولي نعمتهم يحسبونه

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.