الجمعة، 31 أغسطس 2012

فقر وقهر .. وقصر!



يصادف اليوم عيد ميلاد جلالة الملك رانيا، والشعب بأكمله بانتظار سماع الأخبار عن حفلة عيد الميلاد العظيمة التي ستقيمها  جلالتها على غرار العام الماضي، وأي مشاهير سيحضرون هذا العام ويشهدون خيبة الشعب الأردني.


فالمواطن الذي لا يملك بجيبه سعر ربطة خبز يتحرق شوقا ً لمعرفة أنواع النبيذ التي قدمتها بعيدها، والمواطن الذي لا يملك سعر مريول مدرسة جديد لابنته يكاد يجن من حيرته لمعرفة كم كلف سعر ثوب جلالتها الجديد وأي مصمم عالمي اختارت هذا العام لتصميمه وحضور حفلها، ومن المؤكد أن المواطن الذي لا يملك ثمن دواء لابنه المريض غالباً أصيب بالتهاب في خلايا دماغه من شدة التفكير بأنواع الكافيارالتي قدمتها جلالتها لضيوفها.


ولكن ما لا يكترث به المواطن الأردني ولا يثقل كاهله بالاهتمام به هو من أين جمعت ثمن تكاليف حفلة عيد ميلادها، فلحظة سماعه خبر رفع أسعار المحروقات اتضحت لديه الصورة وعلم أن جيبه المثقوب لشدة فقره هو الذي سدد تلك التكاليف، وكل من لا يجد قرشا ً يساعد به ابنه لإقامة حفل زفافه الذي غالبا سيقدم به أرخص أنواع الكيك وعلب العصير الكرتونية مقابل أنه يساهم بتقديم أفخر أنواع المأكولات العالمية والمشروبات الكحولية بحفل عيد ميلاد جلالتها وتلك أقل تضحية يقدمها لدولة لا تمنحه  فرصة متساوية لأبنائه في التعليم الجامعي دون الذكر التعليم الجامعي المجاني، و دولة إذا أقامت مشاريع سكنيّة فتلك تكون بأسعار خياليّة والهدف منها المزيد من النهب والفساد، و دولة لا تقدم له تأمين صحي إلا إذا ذهب ليستجدي حسنة من أمام باب الديوان الملكي، مقابل مسؤولي ورجال دولة يتحكمون بكل تلك القرارات يملكون الملايين وبعضهم المليارات صنعوها على ظهر المواطن المسكين.


ومقابل أن المواطن الأردني يعيش في إحدى أغنى الدول بالبوتاس والفوسفات، ودولة تملك النفط والغاز والصخر الزيتي إلا أنها بموجب اتفاقيات فساد تخلت عن كل ذلك ومنحته صدقة للغرباء (كم أنت صاحب قلب عظيم أيها المسؤول الأردني) ، والأجمل أن المحروقات ليست الوحيدة التي رفعت أسعارها بل شاركتها بذلك مياه ري المزروعات بالتالي الخضروات المحليّة والتي لا نستوردها من الكيان الصهيوني وطبعا السبب اتفاقية العار والتطبيع وادي عربة إثر قيام الكيان الغاصب بسحب آخر ما تبقى من ماء بنهر الأردن الذي سميّت المملكة على اسمه، أي أننا الدولة الوحيدة التي سميت على نهر هي لا تملكه!

طبعا ً كل ذلك تضحية من الشعب الأردني لا تستحق الذكر للاحتفال بعيد ميلاد جلالتها المهتمة بالكلاب الضالّة في أوروبا أكثر من اهتمامها بشعبها.

كل عام والشعب الأردني بخذلان وصمت عن حقه.

من قهر
إيناس مسلّم
31-08-2012


هناك 4 تعليقات:

  1. لافض فوك بارك الله بك اخت ايناس واود بهذة المناسبة ان اقول لكل الناس اتقوا يوما ترجعون فية الى الله

    ردحذف
  2. أحلى شي إنهم بمصر مش رح يخاف الشعب المصري من وين زوجة الرئيس رح تشتري أزياءها!

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.