الخميس، 30 أغسطس 2012

حقوق لا مكارم.. حب لا عبوديّة!




أثناء اعتصام أصحاب المواقع الإلكترونية والصحفيّون احتجاجا على قانوني المطبوعات  والنشر والرقابة الإلكترونية بدأ رجل كبير في السن بالصراخ والتحدث عن قضيته بعدم امتلاك مأوى له ولأولاده  أمام الإعلام والتلويح بتقارير وأوراق ثبوتية وبدأ بالاستنجاد والاستنشاد بالملك و الادعّاء أن جلالته أمر بمنح الفقراء منازل ومساعدتهم وأخذته الحميّة و شرع بالتعييّش لجلالته ويعيد ويكرر وراء نفسه "يعيش جلالة الملك.. يعيش يعيش يعيش".

ما شدّني بالأمر ليست محاولته للفت الأنظار واستغلاله وجود التغطية الإعلامية الكبيرة أمام مجلس النوّاب .. ولكن ما شدّني أنه مازال هناك مواطنين إيمانهم بحجم الوطن بالملك وعدله، فأين الملك عنهم! هل يدرك مدى حب الشعب له وإيمانهم به؟ هل يقدر ذلك الحب وهذا الأهم؟!

في أي ثورة قامت في الدول المجاورة كان هناك فئات قليلة مؤيدة للأنظمة ومحبة للحاكم فيها ولكن في الأردن غالبا الحال معاكس فعدد محبي الملك أكبر بكثير من المطالبين بإسقاطه أو المؤمنين بضرورة إسقاطه، والحكمة هنا أن يعي جلالته كيف يستغل حب الشعب لصالحه وصالح الوطن فالحراك حتى الآن لم يوحد شعاره أو يخرج وهدفه إسقاط النظام بالتالي أي مبادرة إصلاح حقيقية صادرة منه ستلقى أكثر من ترحيب وتحول نوعي في الحراك، واستمرار السياسة العكسية من قبل النظام واستخدامه نوّابه لا نوّاب الشعب ومجلس الأعيان ووزراء ورئيسهم وحاشية جلالته بأكملها كعصي لضرب الشعب أكثر وأكثر وتضييق القيود عليه وخنقه أكثر ستلقى العكس من قبل الشعب  و المزيد من التصعيد من قبل الحراك.

على شاكلة هذا المواطن الكثير من الفقراء والمعدمين مع ذلك الصادقين بحبهم للملك، و أن مبادرة ولو كانت زيارة لمناطقهم أكثر من كافية لهم من قبله، وأنهم وبرغم خطأ ظنّهم يعتقدون أن المنح و الصدقات التي يحصلونها منه هي مكارم منه لا أقل حقوقهم المهضومة وبرغم كل ذلك يملك الملك حصة القدّاسة بقلوبهم ولكن لن يطول بهم الأمر قبل أن يدركوا أنهم هم أصحاب الحقوق وليس هو المتكرم عليهم بها و أن بينهم وبين الاكتفاء من التعييش لجلالته و النزول إلى الشارع والمطالبة بهذه الحقوق مع البقية المشاركة بالحراك الشعبي الأردني أقل مما يظن...  فماذا سيكون قراره هل يقف بجانب شعبه والوطن أم سيستمر بسياسة التنفير والتفقير والتغطية على الفساد على حساب الوطن والإصلاح!؟

إيناس مسلّم
30-8-2012





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.