الخميس، 15 مارس 2012

بين الستة آلاف والاثنتين


بين الـستة آلاف والاثنتين

أشار محاضر مادة العلوم العسكرية في محاضرة اليوم إلى أن عدد المدارس الحالي في المملكة يقارب الـستة آلاف بينما كان في بداية نشأة المملكة لا يتجاوز المدرستين.

وأشار كذلك إلى فرق العدد في الخريجين بين الزمانين، حيث أنه حاليا يتعدى عدد خريجي المدارس المليون بينما لم يتجاوز في السابق العشرات، لو أردنا المقارنة يا ترى من أفضل نوعية  أصحاب الشهادات في ذلك الزمن أم أصحاب الشهادات اليوم؟
يا ترى لو عدنا في الزمن أسنجد ذات النوعيات في الجامعات؟ أصحاب الشهادات  الذين بالكاد يعرفون الفرق بين الألف وكوز الذرة؟ أيا ترى سنجد ذات النوعيات التي تملك شهادة ثانوية عامة ومازالت أميّة لا تقرأ ولا تكتب؟ 

يا ترى سنجد بينهم من يفتعل المشاجرات العشائرية على أتفه الأسباب، يا ترى لو راجع أحدهم جدّه أو والده أو أيّاً من كبار العشيرة الذين درسوا بإحدى المدرستين وقال له لقد شاهدت ابنة عشيرتي جالسة مع شاب من عشيرة كذا بغض النظر عن كونه شاهدها بأمّ عينه أم أتاه فاسد بنبأ، أسيكون جواب أبيه اذهب واجمع أبناء عمومتك  وافرغوا رصاص أسلحتكم في ساحات الجامعة على العدو والصديق! ويا ترى من الصديق هنا ومن العدو؟ أليس أبناء العشائرالمختلفة أبناء بلد واحد فكيف يكون بينهم عدو وصديق، ألن يكون الحل أقل ضرراً بشرف الفتاة وعائلتها وعشيرتها وأقل إراقة للدماء لو أن هذا النشمي ذهب إلى الفتاة وأنّبها وطلب منها عدم تكرار فعلتها، أو حتى ذهب إلى عائلتها وأعلمهم بإثم ابنتهم الذي لا يـُغتفر!! 

باتت المشاجرات العشائرية أقرب إلى المهزلة منها إلى مسميات العنف الطلابي ولا علاقة لحفظ الشرف أو المكانة الاجتماعية في الأمر، و لا أسباب خلفها إلا محاولات بائسة لإثبات الوجود أو العنجهية القبلية التي لا تمت بصلّة للأخلاقيات والعادات العشائرية، كيف تحولنا من سمو مجتمعي إلى دناءة أخلاقي، ومن عراقة وأصالة إلى هذا الحضيض.

رحمةً بمن أتوا ليتعلموا ورحمةً بمن اجتهد و أمضى حياته في شقاء أو باع ما فوقه وما تحته وما ورث من أراضٍ وأملاك ليرسل ابنهم إلى الجامعة، رحمة بمن قضى عمره كالدود بين صفحات الكتب لتحصيل معدل يمكّنه من دخول الجامعة، رحمةً بأمهات يرسلن بناتهن إلى الجامعة وأيديهن على قلوبهن، رحمةً بمرفقات جامعية تم تسديد ثمنها من جيب مواطن محروم لقمة العيش، رحمةً بنا نريد أن نتعلم حسبنا أيام دوام معلقة، رحمة بموظف أمن باتت وظيفته المخاطرة بحياته في سبيل مراهقين يريدون التباهي بامتلاكهم لأسلحة الله أعلم بمصدرها!

هذا هو الفرق بين مدرستين تخرج منهما نوعية و ستة آلاف مدرسة تخرج منها كم!



إيناس مسلّم
15-3-2012

هناك 5 تعليقات:

  1. أكثر من رائع !!! سلمت يداكي عزيزتي ..

    ردحذف
  2. استمري

    ردحذف
  3. رغم اتفاقي معك بان الغلبة اليوم للكم وليست للنوع في مخرجات التعليم، إلا أن من المهم الإدراك بأن ما وصلنا إليه اليوم يعود للتغريب في المناهج الدراسية، التي أصبحت تنتهجها وزارة التربية والتعليم، والتي تخلت عن ربط الطالب بتاريخه وحضارته، وأصبح اهتمامها ينصب على تشتيت مدركات الطالب، بتحميله حقيبة مدرسية تهتم بتنويع المعلومات وتعدد المساقات العلمية، الأمر الذي يجعل من الطالب حامل أسفارا ولا يعي ما يحمل، فالخطيئة ليست بعنق الطالب وإنما بعنق وزارة التربية والتعليم، التي تبحث عن التطوير في أساليب التعليم ولا تملك العزيمة على النمو بهذا الجيل، فالمعلم ينظر للتعليم كوظيفة، والمتعلم ينظر للتعليم بأنه سنوات وتمر، وبذلك ضاعت الامانه في العلم والتعليم.

    ردحذف
  4. كلام جميل و شتان ما بين زمان والان

    ردحذف
  5. احمد الهشلمون18 مارس 2012 في 9:56 م

    لا تعليق,,,,,,,,,

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.