الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

قصة ليلى والذئب (النسخة الأصلية)


سأكشف اليوم القصة الحقيقية لليلى والذئب قبل أن يتم تحريفها  لمن لا يعرفها، ويرجى الملاحظة أن القصة "الحقيقية" هي من خيال الكاتب وأي تشابه بين شخوصها وشخصيات على أرض الواقع ما هو إلا محض صدفة.

كان هناك صديقان الأول اسمه وطن والثاني اسمه شعب، شعب كان نصف فلاح و نصف بدوي، وكان يحب وطن كثيراً فيأتي له بالخير الوافر طوال الوقت، وكانت غايته الوحيدة هي رضى  وطن عنه، فيبذل كل جهده في سبيل سعادته، وكذلك وطن لا يبخل على صديقه بشيء فكلما صنع شيئاً منحه لصديقه شعب وكلما قدم له شعب شيئاً أعطاه مقابله أشياء.

في يوم من الأيام رأت شلّة الذئاب الصديقين وأخذت تراقبهما، فاستعجب الذئاب من أمر هذه الصداقة، وكانت هذه الذئاب لا تمشي إلا بأمر قائدها وزوجته واسمها ليلى، ورأت أنها أحق بخير شعب ووطن منهما، فأخذت تخطط للالتفاف عليهما وعلى صداقتهما.
ارتدت هذه الذئاب ملابس تشبه ملابس الإنس وذهبت لتصادق وطن وشعب، ففرقتهما عن بعضهما، وأخذت تأكل هي كل ما يجود به شعب، وتأخذ كل ما يجهد بصنعه وطن، وفي يوم من الأيام رأى شعب الذئاب على حقيقتها و اكتشف مخططها، فذهب ليحذر صديقه وأخذ يعرض الدلائل والإثباتات على خبث هذه الذئاب وتبرهن  على مكرهم، ولكن صديقه ولطيبة قلبه عزّ عليه أن يشك بأصدقائه الذئاب التي أقنعته  أن شعب يريد تخريب صداقتهم به ويريد إثارة الشكوك في نفسه و"زعزعة أمنه" الداخلي.

أصاب الحزن شعب فضعُفت عزيمته ، وضاقت به الدنيا وانقسم عقله بين خوفه على صديقه وبين حيرته بتصديق وطن للذئاب، فأخذ يمشي في الغابة وحيداً والدنيا مسوّدة بوجهه ، وفجأة وجد نفسه  وقد أحاطت به الذئاب ولشعوره بألم الخيبة والضعف لم يقدر على مقاومتها، فهاجمته وقامت بأكله وتركته في رمقه الأخير من الحياة.
 عادت الذئاب إلى وطن ووجدته نائماً، وأخذت تفكر على أنه سرعان ما سيكتشف أكلهم لصديقه وأنه حينها سيصدقه وينتقم له، و بعد التشاور توصلت الذئاب إلى أنها مازالت جائعة على أية حال ولم يشبعها شعب، فلماذا لا تستغل فرصة نوم وطن وتقوم بأكله هو أيضاً، فاجتمعت واستعدت للإجهاز عليه واستيقظ المسكين بعد فوات الآوان ولم يكن به من القوة ما يقاوم به طغيان الذئاب وقائدهم، وهكذا أكلت الذئاب الشعب والوطن.

ملاحظة: حتى الآن لم يتضح مصير شعب ووطن الحقيقي، فهناك رواية تقول أن هناك بعض روح فيهما والله أعلم بالمستقبل.

إيناس مسلّم
23-8-2010

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.