الجمعة، 25 سبتمبر 2020

لو دامت لك... لما وصلت لغيرك

 

قبل أعوام حين خرج الأردنيون إلى الشارع اعتراضًا على رفع الضرائب والغلاء المعيشي، تم تعيين هذه الحكومة لتحمل أعباء الشعب الكادح على أكتافها، تم انتقاء كل رجل فيها بعناية، أبناء النضال والكفاح، رجال أكفاء على دراية بهموم شعب، ويملكون من الوعي والمعرفة ما يكفي لمخاطبتها، لماذا إذن مازال الشعب الأردني عالق في عنق الزجاجة، أم هل أصبح عنق الزجاجة هو العالق في الشعب الأردني!

بعد حراك الرابع، تم تغيير الحكومة تلبية لمطالب الشعب، وتمرير قانون الضرائب الذي خرج الشعب اعتراضًا عليه في المقام الأول كان أول إنجازاتها، الآن ونحن في خضم انتخابات جديدة، وبينما لم يتم حل المجلس النيابي رسميًّا بعد، تستعد الحكومة لمغادرتنا واستبدالها بأخرى، وبينما هناك نواب بدأوا بحملاتهم الجديدة وهم مازالوا على مقاعدهم النيابية، والتي لم ينجزوا من خلالها أي إنجاز يصب في مصلحة الشعب، بل قضوا سنوات "تمثيلهم" للشعب في تمرير القرارات المعاكسة لمصالحه، مع ذلك يملكون من الثقة بقواعدهم الانتخابية ما يكفيهم للترشح من جديد، كذلك الحكومة التي صعدت على آمال الشعب وأحلامهم، وأوهمتهم أنها تسمع صرخات استغاثتهم وجوعهم، حتى وصلت إلى الكراسي وكغيرها، انقلبت ضد الشعب الذي بارك لها المناصب وأوصلها لها.

 أزمة الوباء لم تكشف لنا مقدار جهل صنّاع القرار في حكومتنا فقط، بل استخفافهم بالضائقة الاقتصادية وحالة الفقر التي وصلنا إليها بفضل تعاقب الحكومات الانتهازية التي لا تعرف كيف تعيش إلا على قوت المواطن وجيبه، قبل الجائحة أذكرالاتصالات اليومية على الإذاعات المحلية من أصحاب قطاع الملابس واستنجادهم بالمذيعين لإيصال صوتهم، حين كانوا على شفير الإفلاس، أين وصلوا بعد كوفيد-18 يا ترى!

ماذا عن قطاع المطاعم والفنادق، ما هو حال العاملين في هذا القطاع بعد تضارب قرارات الحكومة بين فتح و إغلاق وانحسار وانتشار للفيروس، ماذا سنستفيد من إنهاء خدمات الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة، إلى متى سيدفع الشعب رواتب تقاعد مدى الحياة لوزراء لم يقضوا إلا بضعة أشهر في مناصبهم لم يخدموا بها إلا أنفسهم ومصالحهم ومصالح السلطة.

 ما هي إنجازات هذه الحكومة، مشروع الباص السريع تم بيعه دون إكماله، الطريق الصحراوي على حاله يحصد مئات الأرواح على اسفلته، ملف المعلمين عوضًا عن حله من قبل وزير تعليم سابق تم تعقيده أكثر، دولته ابن النضال والذي أتى من رحم الحريات، تم على عهده اعتقال المعلمين قمعًا لحرية التعبير السلمي، وتم على عهده اعتقال المعلمات بنات الأردن البارات لخروجهن إلى الشوارع للتعبير السلمي عن رأيهن، ناهيك عن ذكر أزمة التعليم في العام المنصرم والحالي ما بين تسببه بإضراب المعلمين، و فشله لاحقًا وحاليّاً في توفير وسيلة تعليم واضحة في ظل الجائحة، دون ذكر فوضى التعليم الخاص الذي لا يجرؤ أي وزير أو مسؤول على التدخل فيه والتصدي لتغول أصحاب المدارس الخاصة على الأهالي في الرسوم و الكادر التعليمي في الرواتب، أما عن الصحة فحدث ولا حرج مازلنا في قلب الزوبعة لا نعلم بحال أصبنا بالفيروس اللعين هل سيتم عزلنا في البيوت أم هل تتسع لنا المستشفيات الحكومية، أم هل تستقبلنا المستشفيات الخاصة وعلى حساب من!

كل هذه الإخفاقات وأكثر وهاهي تستعد الحكومة لبيع إخفاقاتها لتاجر جديد يتاجر بهموم الشعب لخداعه...

 تصحيح دولتك، المقولة الأصلية، لو دامت لغيرك لما وصلت لك، وليست لو دامت لك ما وصلت لغيرك كما قلتها، وشكرًا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.