الخميس، 27 سبتمبر 2012

اعقل لا اعتقل


  أثناء مشاركتي بدور تدريبية في فرنسا تقدم مني أحد أساتذة الجامعة الأردنية لمادة الصحافة والذي يصنف نفسه كمحلل سياسي يعمل بإحدى الصحف الرسمية المحلية توجه لي هذا المحلل برفقة شاب أيضا يصنف نفسه كصحفي في الموقع الإخباري الإلكتروني الأول في الأردن، المهم أنهما أرادا التحذلق ومحاولة إغاظتي  _على اعتبار أنني  سفيرة اليسار الأردني حول العالم_ عبر إخباري عن امتلاكهم لفيديو يوثق تطاول الملك على أمين عام أحد الأحزاب اليسارية في الأردن عند محاولته ذكر 24 آذار بعد أن أغلق الملك ملف ذلك اليوم باعترافه أن النظام قد أخطأ بحق الشعب حينها، حيث قال له الملك حرفيّا على حد قولهم " بس خلص الموضوع تسكر .. إخرس واطلع بره" بأسلوب حاد قاموا بتقليده بكل فخر وكبرياء.

  لا أعلم  حقيقة ما الهدف من إخباري القصة والتغني بشجاعة الملك أمامي، فحين هم كانوا يسعون لمحاولة التفاخر بـقوة الملك الذي يسعى جاهدا ً لمحاولة إظهار نفسه كحاكم  ديمقراطي يسعى للإصلاح ودعم حرية التعبير قاموا بإظهاره على  كشخصية قمعية تقليدية لا بل قد يتصف أسلوبه بالتحدث _حسب وصفهم_ مع أحد قادة المعارضة بالشارع الأردني المثقفين بالأسلوب الهمجي عوضاً عن محاولة كسبه هو يقوم بتنفيره بل وتشويه صورته كإنسان متحضر وصاحب فكر تقدمي.

  هل يكفي الاعتراف بخطأ النظام لنسامح قتل مواطن أردني لمشاركته في اعتصام! هل يكفي اعتراف النظام بخطأ وحيد من أخطائه اللامعدودة لنتركه يعتقل الأحرار كما يحلو له.. ثمانية عشر  مواطن أردني حرّ  مازال قابعا ًخلف القضبان يدفع ثمن اعتراضه على فساد النظام الأردني، هذه هي عقلية الملك الذي يحاول البعض الدفاع عنه وإظهاره وكأنه البطل القومي الذي لن ينقذ الأردن غيره ولا يمكن لغيره قيادة الأردن وفي الحقيقة هو الذي يخاف ويرتعب في  وعلى عرشه إذا ما طالبه شاب بالإصلاح، و إذا ما صرّح آخر بأن الشعب يأخذ حريته من الله لا من عبده.

هذا هو الملك الذي يعتبر أن من يشير لمساوئ نظامه وينصحه بإصلاحها واستصلاح ما تبقى من وطن عدواً له، ومن يُظهِره بصورة الأزعر الهمجي القمعي صديقا ً له يمنحه المناصب والمنفعة المطلقة، لو أني بمكانك لأعدت ترتيب أوراقي لأحدد بدقة  عدوي من الصديق، ولو كنت مكانك لاستمعت لمطالب الأحرار المعتقلين قبل أن يأتي يوم وتصبح أنت مكانهم بحكمٍ قضائي دستوري عادل لا بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان و لكنه للأسف أنزل بها سلطات عبر حكامٍ ما عرفوا للحق أو العدل سبيلاً.
على الملك إدراك أن أصدقاء الوطن الذي يفضلون التضحية بحريتهم على السكوت عن حقهم أصدقاء له إذا ما أراد ما به خير الوطن وخيره، و إدراك أن أعداءه أقرب إليه من تاجه المجيد!.

بالختام أهديكم الأغنية التالية على لحن "لاكتب اسمك يا بلادي"
بالأردن عنّا حرامي .. قاعد ينهب ملايين
يقمع صوتي وكلامي .. ويسرق خبز المساكين
ولالالالالالا ..

الحرية لـ عبدالله محادين ومعين الحراسيس ومحمد الرعود وباسل البشابشة وسعود العجارمة وابراهيم العبيدين وابراهيم الضمور ورؤوف الحباشنة وخالد الحراسيس ومحمد الناطور وعبد المهدي العواجين وأحمد الجرايشة وبسام العمايرة ومحمد المعابرة وحسين الشبيلات وفادي المسامرة وعدي الختاتنة وعلاء الذيب.


إيناس مسلّم
27-09-2012





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.