الجمعة، 10 أغسطس 2012

أشك بنفسي


ضمن السياسة الأمنية بالشك والتشكيك بأن كل من حولك هم مخابرات ورجال أمن يتحول عقل المرء إلى جهاز كشف كذب لمحاولة إيقاع الفريسة المفترسة بالمصيدة  و فضحه على أنه عميل ولأنه لم يعد هناك من لم ليس أمره مشكوك به بدأنا الشك بأنفسنا فماذا لو كانت المخابرات هي الشعب والشعب هو المخابرات!

اليوم وبإحدى الندوات الحواريّة ولثاني يوم على التوالي يعترض أحدهم على مقاطعة الانتخابات بالأسلوب الحالي و يقترح مقاطعتها عن طريق المشاركة.. وأدرك تماما أن خطوط الدهشة مزقت جباهكم لكن الفكرة بالأمر هي الذهاب إلى الدوائر الانتخابية وعدم كتابة أي شيء على البطاقة الانتخابية!

شخصيّا ً لم أفهم كيف يمكن لهذا الأسلوب أن يكون ناجع وأكثر فعاليّة من المقاطعة الكاملة والقطعية فمثلي مثل الغالبية العظمى من الشعب الأردني لا يناسبني قانون الانتخابات المصادق عليه ولا أوافق عليه جملة ً وتفصيلا ً كيف إذا يمكنني المشاركة بانتخابات ولو ببطاقة فارغة إذا كان اعتراضي على القانون نفسه لا على الشخص المنتخب، إن مجرد الدخول إلى دائرة انتخابية ووضع بطاقة انتخابية بالصندوق أشبه بمصادقة شعبية على القانون الشائن!

شخصيّا ً أيضا ً أرى محاولة الترويج لمقاطعة الانتخابات بهذه الطريقة ما هي إلا أجندة مخابرات لتوفير غطاء ساتر لمحاولات تزوير مازالت في رحم التخطيط لها وأفضل أسلوب لإنجاحها هو ببطاقات فارغة تملأ الصناديق!

على صعيد ٍ آخر وأثناء نقاش سياسي بكل بساطة  خالف أحدهم رأيي المعارض والرافض لمعاهدة العار وادي عربة مبرراً رضاه عنها بأنها لا تمس حقوق الأردن ولا تعتدي عليها بل العكس هي عبارة عن معاهدة أمنية اقتصادية قامت بها دولتان متجاورتان الهدف منها التعاون الأمني والاقتصادي ولا تختلف بشيء عن معاهدة التعاون الأمني بين لبنان والأردن_بحال كان هناك واحدة_ وليس لها أي أثر سلبي على الأردن أو غيره  وأنها من ناحية أخرى لا تضر فلسطين بشيء حيث أنها تمت بعد فك الارتباط بين الضفتين.

نعم بالفعل لم تؤثر سلبا ً على الأردن، حيث أن التعدي على الحدود الجغرافية والمصادر المائية وفرض منتجات الكيان الصهيوني في السوق الأردني مقابل منح المنتج الأردني للمحتل ومنحه الغاز المخصص لاستهلاك المواطن الأردني بشكل شبه مجاني ورفع أسعاره على الشعب، دون ذكر تأمين حدود العدو من أي عدوان و إلغاء فكرة مقاومته بل على العكس أي محاولة من ذلك النوع تواجه بأقسى العقوبات، كل ذلك لا يعتبر آثار سلبية بل خيرات من ّ علينا بها الكيان لكننا  مازلنا في طور إدراكها!

لا أدري إن كانت طروحات كهذه ليست ناتجة من مخابرات وإن لم يدفعني سماعها إلى الشك بالشخص القائم على ترويجها فمن المؤكد أن السيدة أم كلثوم صدقت حين قالت" أكاد أشك في نفسي  لأني أكاد أشك فيك!!"... ودمتم.

إيناس مسلّم
10-08-2012


هناك تعليقان (2):

  1. رائعة كعادتك
    لكن أود التأكيد على نقطة "المخابرات" فهناك الكثير الكثير من عناصر المخابرات موجودة في الحراك بل أن الحراك بصيغته المشوهة الموجدة الآن هو نتاج تزاوج الجهات الأمنية مع القوى الرجعية . ونتج عنه اختفاء الطرف الثالث الذي من أولوياته مصلحة الوطن المواطن .
    لينتقل الحراك إلى صراع خفي بين الأجهزة الأمنية و القوى الرجعية و ارتباط كل تيار بذراعه داخل الدولة ويظهر ذلك جليا باختفاء وجوه معارضة في حكومة معينة و تخرج في حكومة أخرى بعبارة رنانة "لن ندفع فواتير عهركم وبجانب العبارة طفل يحمل عبارة أخرى أكثر جدلا وهي الشعب يريد تنظيف دائرة المخابرات من بقايا الرقاد و الذهبي و كأن رجل الشارع يعرف هذه التفاصيل و هذا الصراع داخل أروقة المخابرات .
    أما مسألة الأنتخابات و مقاطعتها فالأصل المشاركة لا المقاطعة بأي قانون كان و التخوف الوحيد المبرر للمقاطعة هو التزوير و هذا لا يتأكد إلا خلال العملية الإنتخابية و تتم وقتها المقاطعة في يوم الإنتخابات .
    القانون الحالي جرى التصديق عليه من قبل السفير الذي كان يأمل تمثيلا أكبر للفلسطينين عن طريق رافعة الوطن البديل الأخوان المسلمين و هذا تخوف جائز و مشروع لدى الأردنيين و البيرقراط الأردني . و لا يعني رفض بعض الاردنيين للقانون الحالي رفضا شعبيا كاملا فالأردنيين يقبلونه لابل يصرون عليه و هم الذين صاغوه و قد اسقط بيد الملك و السفير الأمريكي عندما اصر الأردنيين على هذه الصيغة من القانون و الضغط من الملك ومن القوى الرجعية الممثل الشرعي أمام السفارة الامريكية للفلسطينين في الأردن اسفر عن عشر مقاعد فقد زيادة . هذه هي نقطة الصراع رغم كل الميكآب الذي يقوم به الإخوان المسلمين والسفير و الملك إما قانون يكون خطوة أولى للوطن البديل أو تأجيل الصراع بالقانون الحالي و المرحلة وصلت إلى افق مسدود أمام القوى التوطينية بحيث لا يوجد عندها وسائل ضغط إلا المقاطعة و الشارع و هذا لايجدي نفعا بعد تصريح السفير بموافقته على القانون . السفير الذي كان بمثابة رب للتوطينيين أصبح بيوم وليلة شيطان رجيم .
    المشاركة واجب وطني و كل من يقاطع إما خائن أو جاهل مغفل . والأولى تنطبق على كثير بداية من القوى الرجعية إلى القوى اليسارية المرتبطة معها و المؤطرة بالمشروع الأمريكي للتسوية النهائية لملف الشرق الأوسط وما يتعلق بالأردن أن تكون حاضنة لفلسطيني الضفة و الشتات لكن لن تتضح الصورة إلا بعد انهيار الدولة السورية . وهو مايؤخر كل شيئ بالنسبة للقوى الصهيوتوطينية في الأردن .

    ردحذف
  2. مبدعة دوما ايناس خاصة بما يتعلق بوادي عربة من المؤسف ان الكثيرين من الشباب يتشدقون بما لا يعلمون

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.