الأحد، 17 يونيو 2012

حكومة مميز



في مبادرة من شركة تكسي مميز الخاصة تهدف إلى التضامن مع المواطن بعد رفع أسعار البنزين، قامت الشركة بتخفيض تسعيرة العداد لتعادل مثيلتها في التكاسي الصفراء، طبعا جاءني بهذا النبأ سائق التكسي المميز الذي أخذ مني الأجرة ذاتها التي أدفعها للتكسي العادي ...

عني شخصيا ً لا أجد فرقا ً شاسعا ً بين مميزات التكسي المميز والتكسي الأصفر ولكني أكبرت تلك المبادرة من الشركة، والتي أكاد أجزم أن سببها التراجع في الإقبال على استخدام تكاسيها، مع ذلك تجد النفس تتساءل .. ماذا علينا أن نفعل لتشعر الحكومة بشعبها قليلا ً و تقوم بمبادرة كهذه!

أليست الحكومة أولى بتخفيض الأسعار من الشركات الخاصة! علما ً بأن رفع الأسعار بحد ذاته غير مبرر حيث أنها تنخفض حول العالم إلا هنا بالعكس!! وكأننا كشعب أردني لا نُحسب ضمن أطر العالم! وبرغم أننا من أفقر الشعوب مقارنة بشعوب شبيهاتنا من الدول، وبالرغم من أن خط الفقر عنّا يكاد يتمزق ويتقطع إربا ً  لكثرة المتساقطين عليه من فوقه لتحته إلا أننا نصنف الدولة الأولى في ارتفاع تكلفة المعيشة!! وربما يكون هذا أول تصنيف ننال به المركز الأول وغالبا ً الوحيد .. يلينا على القائمة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي أتذكر كل يوم أن أتفقد بريدي الإلكتروني على أمل أن أجد فيه عرض عمل يأخذني إليها، حيث يتناسب الدخل فيها طرديّا مع تكلفة المعيشة. 

أما هنا فإن معادلة الدخل والتكلفة المعيشية تتحدى بجرأتها كل القوانين الفيزيائية والرياضية والتي أتحدى أي عالم أن يتمكن من حلّها أو فهمها!! فكلما تقلص حجم الدخل كبر حجم التكاليف، فتارة ارتفاع كهرباء وتارة أخرى بنزين و الضريبة "اللي تخلع نيعهم"، والآن نستعد نفسيا ً لرفع المياه  ولاحقا رفع أمور أخرى تتعلق بالمواطن شخصيّا  إذا ما استنفذت الحكومة جميع الوسائل لنهب قوته.

تتعدى الدولة يوميّا على كرامة المواطن وتنتهكها وتفض بكارتها وتعيد ترقيعها  بخطابات ٍ وشعارات ٍ "وكرامة المواطن الأردني خط أحمر" ثم تعيد استباحتها وفضّها من جديد، والمواطن ما بين هل يخرج إلى الشارع و يطالب بحقوقه، أم يحافظ على قيوده المعيشية، ومصيره إذا ما خلت كل السبل من التوصل إلى حلول أن يكسر قيده ويصنع منه أغلالاً في أعناق المسؤولين. 


بعودتنا اليوم إلى استخدام الحمير والدواب في التنقل لم نعد بحاجة تكسي مميز يشعر بفقرنا، إنما ما أحوجنا إلى حكومة مميز!  

إيناس مسلّم 
17-06-2012




هناك 3 تعليقات:

  1. الوضع عندنا حتى بعد الزيادة يبقى أفضل من وضع الدول الأخرى مثل الأوروبية. يكفي مقارنة من غير معرفة التفاصيل.
    فالمصاريف عندهم ليست بالأكل والشرب والبنزين فقط على عكس ما هو عندنا.

    ردحذف
  2. الى الان جميل ...وبعد الخصخصة ستصبح الحمير جزء من النظام الراس مالي "فرخ البط عوام" يعني الحمير منهم وفيهم ..ثم كلمة تاكسي على الحمار ستصبح لوحة للحمار وجمركها اعلى من جمرك البنزين ..مهو كلو تخصخص ...الى نسوانهم اشتراكيات !!!

    ردحذف
  3. بكرة بعد هاي الصورة المميزة رح يرفعوا سعر الشعير :)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.