الجمعة، 1 يونيو 2012

حراك المخيم


لأول مرة منذ أكثر من سنة ونصف مضت على الحراك الشعبي الأردني، يخرج مخيم الحسين ويشارك أبناء الشعب الحراك باسمه كمخيم، هذا التحرك الفاعل لأبناء المخيم يعتبر نقطة تحول بتاريخ الأردن وتاريخ الحراك الشعبي فيها.  

كانت من ردات الفعل أن تصاعدت أصوات آثمة "تجعر" بعدم أحقية أبناء المخيم بالمشاركة بالحراك، وبأنهم ليسوا من أبناء البلد، وبأن مشاركتهم ما هي إلا لعبة من الإخوان لصبِّ الزيت على النار ومحاولة إثارة النعرات بين أبناء الشعب الأردني!

بالنظر إلى الأمر من زاوية حياديّة نجد عدة حقائق يجب أخذها بعين الاعتبار:
الأولى أن مشاركة المخيم الحراك مشاركة فاعلة حدّ تسجيلها نقطة تحول في تاريخ الأردن وتاريخ الحراك الشعبي فيه وجاءت تماماً في وقتها.

الثانية أن أبناء المخيم مهما حاولت عنصرية الجهلة تشويه الصورة والتلاعب بها إلا أنهم حملة أرقام وطنية و مواطنين أردنيين شاء من شاء وأبى من أبى، بالتالي من حقهم المشاركة والتعبير عن رأيهم فيما يخص سياسيات البلد الذي يقيمون فيه  إلى حين عودة، خاصة إذا ما تم أثناء إقامتهم التوقيع على اتفاقيات سلام مع عدوّهم، بات تغيير النهج واجبهم قبل واجب أيّ مواطن آخر!

الثالثة أنك ربما لن تجد بينهم محللين سياسيين أو جهابذة  علوم سياسية، ولكن من المؤكد أنك ستجد معظمهم فقراء أثقلت كاهلهم الضرائب الزائدة فما بالك برفع أسعار ٍ زائد لسدّ عجز ميزانية عجزت عن تحمل سد ّ السرقات!

الرابعة أنهم قد لا يشتركون معك  بصياغة قانون انتخابات يضمن عدم إيصال السارق و الفاسد والساكت عن الحق إلى الحكومة أو مجلس نوّاب ولو كان من حقّهم، لكنهم بالتأكيد سيطالبون عنك بإسقاطهم وإسقاط الأسعار التي لامست أطراف السماء.
الخامسة أنهم رغم معرفتهم التامة بعنوان الشارع إلا أنهم لم ينزلوا له إلا حين جاوز الظالمون المدى، وهم الفئة الواقع عليها الأثر الأكبر من رفع الأسعار الحاصل فكيف لا يكون من حقهم الاعتراض على رفعها!

إن معزوفة النعرات التي باتت حجة من لا حجة له ليعزفها ويتغنى على لحنها بالأمن والأمان أصبحت مملة وبالية، والشعب يثبت كل يوم أنه واحد تجمعه لقمة العيش ولا يفرقه اختلاف المنابت والأصول، فإياك ومحاولة إنتقاص فئة شعبية حقها في المشاركة خصوصاً إذا كانت ذات وجود ٍ بارز،  و النار التي أشعلتها الدولة بنهجها ستحيل البلد إلى هشيم ولا يحاول الحراك هنا إلا إطفائها لا صبّ الزيت عليها لأنه منطقيّاً وبأبسط الحسابات الرياضية لا يملك سعر الزيت ليغامر بصبّه. 

يا نظام هي ثورة شعبية فإما إسقاط الفساد والأسعار أو إسقاط أمور أخرى.

إيناس مسلّم
جمعة لا لرفع الأسعار

01-06-2012
 

هناك 6 تعليقات:

  1. أبدعت و لا تعليق!! كفيتي و وفيتي!!

    ردحذف
  2. هنا كانت النعرة ..جنت على نفسها براكش ..عددهم نسبة للفقر يطغي على باقي السكان وان استمروا ستكون حلقة الوصل بيننا وبينهم الشارع لنصل لمطالبنا او هي ستصل لنا لانها ستسقط ..كنقظة اولية كانت قوية والى الامام ستشكل عبئ على الحكومة ك انهم يمثلون اكثر الناس ضياقا الى حد ما ..و للتنويه ف جميع طبقات المجتمع الان متئذية من رفع الاسعار لان الفقير لن يخسر شيئ سيبقى حضيض بل سيتألم اكثر من ما اعتاد عليه ..واما الباقين من الطبقات الذين لم يتأذو الى اليوم وانا اشك في هذا الكلام في الايام القادمة سيكونوا اول الناس ل جانبنا لأنهم ستكون اول ضربة لهم وهم غير معتادين على ذاك ..سنرى بأعيننا فقط انتظروا ..حتى لو يصل العطار ما افسده ال ___ ف نحن ايضا خبرتنا اكبر من العطار -والمجرب احسن من الحكيم-

    ردحذف
  3. وإحنا كسكان مخيمات مع الحراك طالما يعتبرنا جزءاً من الوطن.. والأهم أن لا يكون في نية الحراك استغلالنا لتحقيق أهداف لا نعلمها لإن ذلك ما سيفشله

    ردحذف
  4. المحامي علي البرايسة2 يونيو 2012 في 12:11 م

    وكان ان انتصب كل من طاهر المصري وخليل عطية ممثلين عن المخيمات خلافا للحقيقة . نعم ابناء المخيمات اردنيون كونهم يحملون الجنسية الاردنية وهم يشتركون مع باقي مكونات الوطن الاردني للمطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية لتمتين الجبهة الوطنية الاردنية في وجه مخططات الوطن البديل وضياع حقوق الدولة والعودة لفلسطين ,,,,,,,,

    ردحذف
  5. اعتقد أن ذلك جاء مصداقا لأقوال معالي الوزير المعايطة ( الإصلاحات السياسية التي قامت بها الحكومات كافية) والذي اعتقد انه بعد انتهاء الحكومة من العملية الإصلاحية ستدخل المرحلة التالية والتي تتمثل بالحصول على فردة احد الأحذية كتلك التي حضي بها شفيق مصر وريث مبارك.

    ردحذف
  6. ما دام هناك اختلال في العلاقة بين الاردنيين من اصل فلسطيني وجهاز الدولة ومادام هناك عدم ضمانة للرقم الوطني . وما دام هناك تهميش واقصاء للارد
    نيين من اصل فلسطيني وخاصة المخيمات فيما يخص مشاركتهم السياسية ومشاركتهم في الدولة والقطاع العام. في ظل صمت عام من كل القوى والاحزاب والناشطين فان شعورنا العام سيبقى اننا مواطنون مقيمون لان العمل السياسي سيكون مكلف جدا بالنسبة لنا وربما أكثر بكثير من كلفته على إخواننا الأردنيين من أصول أردنية وبأن "رد الفعل الأمني على أية مشاركة أكثر قسوة من رد الفعل الذي يتعرض له إخواننا ذوي الأصول الأردنية". مع العلم ان النقطة الاخيرة لا تعني الخوف ولكن نرى ان قائمة اولوياتنا بالنسبة للحراك تختلف عن ترتيب الاولويات لمن خارج المخيمات أن أوساط المخيمات تحديدا لا ترى بأن معركتها الحقيقية أقل من الصراع مع العدو الإسرائيلي وحق العودة وبالتالي لا موجبات للخروج للشارع من أجل قضايا ذات طابع محلي أو معيشي . اننا في مخيمات اللاجئين عزفنا عن المشاركة في الحراك ليس لإعتبارات تتعلق بالخوف او التردد أو الشعور الوطني المنقوص بل لإعتبارات تتعلق بالأولويات. مع الاحتافاظ بحق كل شخص في المشاركة بشكل فردي فمن حق المواطن في المخيم ان ينضم الى اي حراك دون ان يكون عنوان المخيم الجغرافي محلا للحراك

    جمال ابودية

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.