الخميس، 9 فبراير 2012

انقلاب وتجمهر



أذيع أمس الأول على إحدى الإذاعات الرسمية خبر إضراب المعلمين بنسبة 100%، رافقه بالنقل الحي والمباشر خبر _أقتبس حرفيّاً_ " إنقلاب الطلاب الذكور وتجمهرهم أمام مدارس الإناث" طبعا الخبر يخص مدرسة ما، الخبر بحد ذاته دعابة أكثر من ساخرة.

أيّاً كان هو المحلل الاستراتيجي التي استعانت به تلك الإذاعة لا يمكن وصفه إلا بصاحب فلسفة عميقة وفكر نيّر لا يمكن مقارنتهما بعباقرة عصر النهضة، أن كيف استنبط الخبر و فككه ودرسه وحلله وخلله وطبخه وخرج بنتيجة أن الطلاب الذكور انقلبوا وتجمهروا أمام مدارس الإناث، الكلمات الجوهرية بجملته الخبرية هي: انقلبوا، ذكور، تجمهروا، إناث. يا ترى على ماذا انقلبوا هنا؟؟ على مقاعد الدراسة وأدراج الصفوف؟ انقلبوا على ساحات المدرسة؟ انقلبوا على أسوار المدرسة؟ انقلبوا على بوابة المدرسة؟ انقلبوا على الحاويات المجاورة لسور المدرسة؟ يا ترى هل كان يعني انقلبوا أم انقلعوا؟ وبحال قال انقلبوا عامداً متعمداً هل كان يعني انقلبوا على أم انقلبوا عن؟؟؟؟

السؤال الثاني هو: لماذا تجمهروا أمام مدارس الإناث تحديداً، هل يا ترى لأنهن أكثر اجتهاداً منهم فوجدوا أن الأفضل هو الحصول على دعمهن بانقلابهم المزعوم؟  أم هل يا ترى لأن النخوة دفعتهم للتوجه إلى هناك لمؤازرة الإناث في تلقي صدمة الإضراب؟ أم هل يا ترى استعراضاً للفحولة الثورية التي يحققون بانقلابهم؟ طبعا "الثورية" هنا مشتقة من ثورة لا من ثور لا قدر الله، لو سأل ذلك المحلل الفذ أحد الطلبة قادة الانقلاب عن سر التجمهر أمام مدارس الإناث ماذا سيكون جوابه!!!!!!!!!!

لم أصل إلى تحليل مناسب أكثر من أنه على الأغلب تحت ظروف الإضراب بنسبة 100% قام الطلاب "بضرب" مواعيد حب مع الطالبات بنسبة ألف بالمئة مما جعل الأمر يبدو بمظهر تجمهر جموع الطلاب المنقلبة .... على ظهورها أمام فتنة الفتيات..... تساؤل أخير .. يا ترى كم انقلاب وتجمهر طلابي سنشهد قبل قيام الحكومة بتحقيق مطالب المعلمين ومنحهم حقوقهم وإنهاء الإضراب!

إيناس مسلّم
9-2-2012
12:07 صباحاً


                                          

هناك تعليقان (2):

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.