الجمعة، 9 ديسمبر 2011

عمّان .. متى تعودين!!


عمّان ... متى تعودين!

دفء المطر المتساقط من سماء المملكة أثار في نفسي رغبة عارمة في المشي، فوضعت سماعات الهاتف في أذني وقلبت قنوات الراديو بحثاً عن أغنية لأم كلثوم ووجدتها على عمان إف إم.

المشي وحيداً في عمّان تحت المطر وعلى صوت أم كلثوم على الراديو نعمة لا تستبدلها كل أموال الخليج ولا تستحدثها لو اجتمعت، لله درّ الشوارع المكسرة والأرصفة المخلوعة ما أقدرها على حمل همومك  وإزاحة أثقالك عن كاهلك.

أذكر أن سألني صديق متكئاً على أصلي الفلسطيني "أتنتقدين حبّاً أم طمعاً؟" اليوم تيقنت أنني صدقت بإجابتي حين قلت حبّاً، هذه المدينة تحمل في كل جدار منها ذكرى مني، وعلى كل رصيف خطوة، سأفتقدها كفاقد روحه إذا ما فارقتها.

لا تسيئوا الظن بي أنا لم ولن أكون في يومٍ من الأيام من المطايا مطأطة الرؤوس، ولا أحاول أن أكتب مدحا أو أقوم بتجميل الواقع، ولم يتغير رأيي في كل ما هو خطأ في هذه البلد الآمنة، آمنة طبعا إذا لم نأخذ بعين الاعتبار جرائم الشرف المنتشرة كالنار في الهشيم، والشجارات العشائرية التي بقدرة قادر تعجز قوات الدرك والفرق الخاصة عن حلّها، آمنة بأهلها الذين إذا ما رأوا فتاة تمشي وحدها في الشارع ليلاً تركوها وشأنها مدركين أنها ابنتهم، مملكتنا آمنة بنا ولا خطر عليها إلا من أولئك المفسدين الجالسين على كراسيهم.

عمّان حلم قديم يراودني منذ كنت طفلة كما أنا الآن، عمّان ما أجملك إنما حالي بك كقول السيدة أم كلثوم " واحشني وإنت قصاد عيني"...!

إيناس مسلّم
8-12-11


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.