الخميس، 1 ديسمبر 2011

جلسات الثقة


جلسات الثقة

تتكرر من جديد مسرحية مجلس النوّاب وجلسات بيان الثقة، ومن فاتته مسرحية الـ "111 "  يمكنه أن يعوضها بمتابعة مسرحية "حقوق الشعب" التي يتم عرضها الآن تحت قبة المجلس.
في الأسبوع الحالي فقط تذكر النوّاب أن للشعب حقوق واجبهم المطالبة لهم بها، وفي الأسبوع الحالي فقط تذكر النواب أن للشعب صوت واجبهم إيصاله، وفي الأسبوع الحالي فقط انتبه النوّاب إلى أن في الدولة فساد وفقر وبطالة وواسطة ومحسوبية وسحب جنسية وبيع أراضٍ وخصخصة وإقامة مشاريع خاسرة يتحمل الشعب تعويض خسائرها، ولمحاسن الصدف تذكروا أن هناك فلسطين يتم قلع أشجارها وهدم بيوتها وزهق أرواح أطفالها.

في الأسبوع الحالي فقط تذكرت النائب .... لحظة ما الهدف من استخدام لقب نائب لا نائبة! هل يا ترى الهدف القضاء على ذكورية المجتمع بتوحيد اللقب لكلا الجنسين واستخدام المذكر لنداء الأنثى!! أم يا ترى الهدف تفادي توجيه الصفات الذميمة إلى النوّاب الإناث في كل مرة تنادى إحداهن بـنائبة لما تحمله الكلمة من معانٍ سلبية... أم يا ترى هل السبب منح النوّاب الإناث الراحة المطلقة والتكيف الكامل بظل وقوفهن أمام حشد من الرجال من خلال إقناعهن بأنه لا يوجد أي تمييز بينهن وبين النوّاب الذكور تحاشيّا لتعليقات مشابهة لتعليق إحداهن " نسينا نركب الشوارب واحنا داخلين" أو بما معناه.

المهم الآن لست بصدد استحضار طيف أحلام مستغانمي لتحدثنا عن أقفالها ومفاتيحها، أو معلمة اللغة العربية في الثانوية لتحدثنا عن عقدها المزمنة في التعامل مع الرجال، وبالتأكيد لست بصدد الدفاع عن أنوثة نائباتنا الكريمات، هن أقدر مني على إثباتها.

عودة إلى موضوعنا الرئيس ما دار اليوم والأيام الماضية في جلسات بيان الثقة ما هو إلا تهريج مطلق على الشعب، نوابنا الكرام فهموا مصطلح تمثيل الشعب بغير معناه فعوضا عن تمثيله هم يمثلون عليه كما اجتهد العلماء من الحراك الشعبي على تسمية ما يقوم به النوّاب في جلساتهم هذه!!

أي شعب هذا الذي تتحدث عنه عزيزي المجلس!! هل هو الشعب ذاته الذي سحقته مراراً وتكراراً بقراراتك وإقراراتك! هل هو الشعب ذاته الذي تم شتمه وإهانته وطرده من الدولة تحت قبة مجلسكم الموقر! إذا كان هذا الشعب الذي تتحدث عنه فاسمح لي أن أهديك أغنية السيدة أم كلثوم " إنت فين والشعب فين، ظالمه ليه دايما معاك".

واجباتكم المُهملة المَنسيّة الغائبة المُغَيبة عن ضمائركم _إن وجدت_ اتجاه الشعب أود طمأنتكم حولها، فالشعب ذاته نسيها، وعرف كيف يكظم الغيظ، وتعلم من تجربته المريرة في التمثيل الديمقراطي كيف يتنازل عن حقه بوطنه، وكيف يمنح من دم قلبه لأرضه حتى يقطف غيره من أصحاب رؤوس الأموال وعقول الفساد ثمرة جهوده دون أدنى تعب.

لن تخدعونا مرة أخرى، ولن تخدعنا تسمية جلساتكم هذه "بالثقة" فرائحة النفاق والكذب تغطي على العنوان العريض، مجلس الـ"111" لم يعد بالإمكان إصلاح هفواته، فالهفوة منه كانت بمئة، وكان الله بعون شعب كم تحمل منكم ضرباتٍ قاضية لا يعلم سر قيامه بعد كل واحدة منهم إلا الله، كلمة الحق الوحيدة التي قيلت خلال الجلسات الأخيرة هي ما جاء في تعليق رئيس المجلس حين قال " خلصونا عاد، شو بدنا نضل طول الليل هون" أو بما معناه!!!

لو كانت العلاقة بين الشعب و المجلس قائمة على الزواج لصاح الشعب  بأعلى صوته بأغنية "خود الدبلة وطلقني، ومن عزابك ريحني" ولكن بما أن العلاقة بينهما أسمى من ذلك بكثير وتتسم بكل معالم الصداقة  والمحبة باسم الشعب أهديكم أغنية " الحمدلله وشفناكم .. وفرصة سعيدة ملقاكم..........!" إذا لم يتكرر هذا "الملقى"!.
للقرّاء الكرام كامل الحرية بإهداء أي أغنية يجدونها مناسبة لتوديع مجلسنا الموّقر.

إيناس مسلّم
1-12-2011

هناك تعليقان (2):

  1. مروان العياصرة1 ديسمبر 2011 في 7:05 ص

    صدقت .. وأبدعت .. وأجدت.. وعبرت عما نكن في نفوسنا من هم وصل إلى حد القرف من هذا المسخ المسمى مجلس ..

    مروان

    ردحذف
  2. مروان .. غمرتني بلطفك عند مرورك :)

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.